إسرائيل تراهن على فشل اتفاق إيران النووي

يسود الاعتقاد في اسرائيل ان الاتفاق الذي ابرم امس بين ايران والدول الست الكبري بشأن برنامج الاولى النووي ينطوي على مساحات من الغموض في بعض بنوده.
ووفق الاذاعة العبرية فان الشعور السائد الان في الحكومة الاسرائيلية يرى ان هذا يعكس اختلافا يمكن ان يقع قريبا بين الاطراف الموقعة على هذا الاتفاق عند البدء في تطبيقه خلال المرحلة المقبلة.
ويرى البعض في اسرائيل انه يجب المراهنة على ما يبدو انه “مساحة واسعة من الغموض في بنود اتفاق جنيف دفعت بالاطراف الموقعة عليه نحو تفسيره بطريقة تناسب مصالحهم وفهمهم”.
وايا كان الامر فأنه وكما تنقل هذه الاذاعة فأن هناك رغبة واضحة كشف عنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تغيير مجمل ما ورد في الاتفاق المؤقت ليفرض على طهران اتفاقا دائما توافق فيه على تفكيك مختلف منشآتها النووية.
واليوم اعلن نتنياهو والذي تحدثت وسائل اعلام في اسرائيل عن محادثة متوترة اجراها مع الرئيس باراك اوباما بشأن الاتفاق الانتقالي مع طهران انه سيرسل فريقا يقوده مستشاره القومي للولايات المتحدة للبحث فيما تريده اسرائيل في الاتفاق النهائي مع ايران.
وتخشى اسرائيل في واقع الامر من ان الدول الست الكبرى انما اعترفت في الاتفاق المؤقت رسميا ببرنامج ايران النووي وحقها في تخصيب اليورانيوم لاغراض سلمية وهو ما لا تريد له ان يتواصل.
واليوم اعلن البيت الابيض ان الرئيس اوباما اجرى اتصالا هاتفيا ليلة الاحد مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو وناقش معه الاتفاق الانتقالي مع إيران.
وجاء في بيان صحافي للبيت الابيض ان اوباما قال لنتنياهو خلال الاتصال الذي استمر حوالي نصف ساعة بأنه يرغب في البدء فوريا بمشاورات اسرائيلية امريكية حول جهود التوصل الى “حل شامل” لقضية النووي الايراني.
وقد اكد اوباما لنتنياهو بأن الولايات المتحدة ستبقى متمسكة بالتزاماتها تجاه اسرائيل التي لديها سبب وجيه للتشكيك بنوايا ايران وقد اتفقا على ان هدفهما المشترك هو منع ايران من امتلاك سلاح نووي.
وخلال الايام الاخيرة التي اتبعت توقيع الاتفاق مع طهران وجه نتنياهو ووزراء من حكومته انتقادات شديدة لسياسة الولايات المتحدة فيما دعا وزير الخارجية في حكومته افيغدور ليبرمان للبحث عن حلفاء جدد لاسرائيل الى جانب واشنطن.
وبالنسبة لنتانياهو “فان الاتفاق مع ايران لم يتطرق الى الاجزاء الاخرى المتعلقة بتصنيع قنبلة نووية سواء بالنسبة للسلاح او الرؤوس التدميرية او الصواريخ البلاستية التي تملكها في ترسانتها”.
ويبدو واضحا ان اسرائيل تريد معرفة حجم القيود وكذلك المدى الذي يمكن ان تسمح به الدول الكبري به لايران بتخصيب اليورانيوم وهي القضية الاكثر اثارة للجدل بين مختلف الاطراف المهتمة بالملف النووي الايراني.
ويخشى نتنياهو وفق ما نقل عنه القول للرئيس اوباما “من ان السماح لايران بتخصيب اليورانيوم يمكن ان يشكل فشلا اخر لسياسته ربما يؤدي الى نفس العواقب التي سمحت لكوريا الشمالية وباكستان بانتاج قنابل نووية”.
وخلال الايام الاخيرة حرص نتنياهو على التأكيد بان الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل اليه مع ايران كان سيئا للغاية “قبل ان يعلن عن مواصلة الجهود الدبلوماسية خاصة مع الولايات المتحدة بشأن بنود الاتفاق النهائي مع الاخيرة حول نشاطها النووي”.
وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قد اكد في تصريحات صحافية ان الاتفاق لا ينص على حق إيران بتخصيب اليورانيوم بل يشير إلى ان حقها ببرنامج نووي سلمي سيتقرر بعد مفاوضات.
وترى اسرائيل ان هناك حالة من الشك تسود الان في اوساط الجمهور الامريكي الذي رأى 56 بالمئة منه في استطلاع للرأي ان هناك امكانية لنجاح الاتفاق مع ايران الى جانب شكوك سعودية فرنسية وحتى بين اعضاء الكونغرس خاصة الجمهوريين منهم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.