إقبال الأحمد: مشكلة شعب وليس طلبة فقط

أختي سعاد.. لقد وضعت يدك على مشكلة دولة الرفاه برمتها وليس طلبة الجامعة فقط عندما كتبت «المضحك المبكي ان جميع قاعات الامتحانات بالجامعة تتصدرها ملصقات بأدعية واحاديث تحث الطالب على الاستعانة بها عند بداية الامتحان وتعثر الاجابة.. ولا شيء منها يدعو إلى العمل مسبقا.. مثل الحديث الشريف «اذا عمل احدكم عملا فليتقنه».

هذا بالضبط مشكلة شعب دولة الرفاه التي لا يعترف كثيرون اننا نعيشها.. السلوك الذي يمارسه اغلب الكويتيين للأسف.. وبحرقة نقولها هو حالة اللامبالاة والتسيب والاهمال في العمل او العلم.

لقد وصلنا الى مرحلة من حالة الاتكال على اي شيء آخر في سبيل الوصول الى ما نصبو اليه من مال او عمل بأقل قدر من الجهد والمسؤولية.. تسيب بالعمل واهمال في الدراسة.. ولا اقول ذلك تجنيا، بل الدراسات ونتائجها على المستويين المحلي والعالمي تشير الى ذلك.

ان حالات التفوق والتميز التي نراها ونقرأ عنها بين شباب الكويت ومواطنيها هي اليوم حالات خاصة أكثر منها عامة.. الا ان ما نتحدث عنه، وما نعنيه هو السواد الاعظم.

شعب يرفض ويهلع من اي اشارة الى مسؤولية عليه تحملها لضمان مستقبله ومستقبل ابنائه.. يصاب برعب اذا ما تمت الاشارة الى رفع رسوم او دفع ضريبة.. في الوقت الذي لا يتردد لحظة في دفع فواتير الهواتف النقالة التي اكاد اجزم ان اكثر من 90 في المائة من قيمة اتصالاتها ورسائلها المكتوبة تتم لأمور تافهة.

هذه الحالة تؤكد غياب عنصر الانضباط والمسؤولية التي تحدثت عنها الاخت سعاد المعجل في مقالها بالقبس.. ولا شك في ان الدولة تتحمل المسؤولية الاولى والمباشرة لذلك، لانها هي من تعلمنا احترام القانون بأساليب يعيها الجميع.

اسم عبد الفتاح العلي كان مرعبا في مرحلة من المراحل، عندما تصدى وعاقب بنجاح حالات الفوضى المرورية بكل اشكالها.. ولم يستمر ذلك طويلا، وعادت الامور الى ما هي عليه سابقا بل اكثر.

الموضوع ابدا ليس موضوع تهديد وحماسة.. انه تخطيط وتدرج مبنيان على دراسة.. والأكثر من ذلك تعاون كل الجهات المختصة.

التربية ثم التربية ثم التربية على احترام القانون والانضباط في كل مكان وزمان وعلى تحمل المسؤولية.. هما المفتاح السحري لنهضة الشعوب ورفاهها.\

اقبال الاحمد

iqbalalalhmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.