مشكلتك أخي سامي النصف رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية أن توقيت إعلانكم عن صفقة الكويتية في إطار تحديث أسطولها أو لنقل ترقيع مشاكله بانتظار وقوف الخطوط الكويتية على رجلها بعد انتهاء كل المشاكل التي تعانيها منذ سنوات طويلة… جاء مع الأرقام الفلكية التي أعلنتها خطوط خليجية لتمويل شراء كميات كبيرة من الطائرات الكبيرة والضخمة لاستراتيجة طويلة المدى واضحة الرؤية.
ذهلت وأنا أبحث عن معلومات حول الصفقة وتفاصيلها بكم الأخبار والمعلومات التي تبدأ بعبارة… وجود شبهات وعمولات وتنفيع… مما يعكس حالة الشك وعدم الثقة التي انتابت مجتمعنا للأسف الذي وصل إلى مرحلة من الفساد في كثير من المجالات.. حتى باتت كل صفقة مثار شك وريبة… وإن كانت نظيفة وتسير وفق القانون.. والمسؤولون عنها أصحاب يد نظيفة وبيضاء.. مما يبقينا في مكاننا بسبب حالة الشك التي ولّدتها رقعة الفساد الواسعة التي لم تجد مشرطاً حاداً يفصلها عن باقي الجسد حفاظاً عليه.
ومشكلتك الأخرى بو عبداللطيف أن ما جاء في مقالك بالأنباء يوم 25 نوفمبر كان يجب أن يقال في مؤتمر صحفي يسبق توقيت إعلان الصفقات الخليجية المذهلة والمتوقعة… والتي استخدمها أهل الكويت كمادة مقارنة وتندر واستخفاف بصفقة الكويتية الهزيلة.
كان الأجدى بكم أن تتحدثوا في المؤتمر في ذلك التوقيت عن الفرق بين حالة الكويتية وأحوال شركات الطيران الخليجية الأخرى… حتى يدرك البسطاء وحتى الأكثر إلماماً بالموضوع تفاصيل هي بالتأكيد غائبة عنهم.
فحسب ما جاء في مقالكم.. أنه تقرر شراء 25 طائرة الأكثر حداثة في العالم تصل بين 2018 – 2023، وتأجير 15 طائرة (عداد صفر) تصل في 2014 – 2015.. وحسب دراسة الأياتا التي أوصت بشراء 10 طائرات صغيرة الحجم ليصل المجموع حسب الأياتا إلى 50 طائرة جديدة منها 15 طائرة مستأجرة. وأن عملية تحويل «تأجير» الطائرات إلى «شراء» ساهم في توفير عشرات الملايين من الدنانير على المال العام.. لأن التأجير يفرض بقاءها – أي الطائرات – 8 سنوات، بينما التملك يعطي الحرية في بيعها في أي وقت.. وهي جديدة وتم عمل الصيانة اللازمة.
يجب ألا يطغى صوت الشارع العالي بسبب نقص معلومات أو إزعاج الردود غير المنطقية وحالة الاستهزاء والاستخفاف بما أعلنته الخطوط الكويتية التي يعرف الجميع ظروفها… وألا تكون ردود فعل الشارع العادي على أمور لا يعلم تفاصيلها.. هي الحبل الذي يجرنا إلى الوراء مهما حاولنا التقدم.. وفق المعطيات المتاحة والظروف غير العادية… والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها مع طيران الإمارات مثلاً أو الخليج.
ولأن جهة مثل الكويتية تعاني الأمرين لتهالكها وتخلفها… والحرب الضروس القائمة ضدها من جهات لها مصالح في موتها اليوم قبل الغد… فالأمور لا تحل أبداً بوقف فلان عن العمل أو التشكيك في ذمة علان… بل بالتأني ودراسة الموضوع بعيداً عن ضوضاء وإزعاج الشارع الذي للأسف غالباً ما يلف رأس أصحاب القرار.. إذا كان في غير محله.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.cim
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق