يشير أسلوب الحياة “Lifestyle ” إلى طريقة معيشة الفرد والأسرة, وخصوصا أثناء تعامل هؤلاء مع أنفسهم ومع العالم الخارجي. في الدول المتقدمة والمتحضرة تتوافر للفرد خيارات متعددة من أساليب الحياة, حيث يمكن له ممارسة طريقة معيشة تتناسب مع تطلعاته, وأهدافه, وظروفه الشخصية, ولكن المشكلة في بعض المجتمعات التقليدية هي عدم توافر خيارات متعددة أمام الفرد والاسرة لعيش أسلوب حياة يومية يتوافق مع تطلعاتهم وأهدافهم الخاصة: فإما أن يعتنق الفرد الاساليب التقليدية أو يتوافر أمامه عدد قليل من الخيارات الحرة.
لا يمكن للإنسان أن يشعر بكامل إنسانيته ما لم تتوافر لديه خيارات متعددة تمكنه من ربط آماله وتطلعاته الشخصية بما يمكنه ان يحققه في مجتمعه, فإذا حدت الظروف الاجتماعية والثقافية من أساليب الحياة سيعاني الفرد من الكآبة والاحباط والملل, ولذلك يصبح من النادر في المجتمع المنغلق ان يعيش احدهم وفق الطريقة التي تعجبه, حيث تجري مضايقته أو عزله إذا حاد عما يتوقعه المجتمع التقليدي.
لست مجبراً كفرد أن أمارس أسلوب حياة بليدة وقليلة العمل والانتاج وخالية من الابداع, لانني املك الخيار أن أعيش حياتي وفق ما أعتقد أنه سيوصلني لتحقيق إنجازات شخصية تجلب لي السعادة الحقيقية, وطالما لم أتعد على حريات الآخرين ولم آت أمرا يناقض المبادئ الأخلاقية الحميدة في المجتمع فأملك الحق كفرد أن أتبع أسلوب حياة أكثر عملية, وأكثر نشاطاً, وأكثر انفتاحا وأكثر تسامحاً, وأكثر إنتاجية ايضا, اذ ليس بالضرورة أن ينغلق الانسان على نفسه فقط لأن الانغلاق الثقافي سمة من سمات مجتمعه, وليس بالضرورة أن يصبح الانسان فوضوياً فقط لأن كثيرا من الناس في مجتمعه, يعيشون حياتهم بشكل فوضوي, وليس بالضرورة أن يصبح الانسان كئيباً فقط لأن البعض في المجتمع اختاروا الكآبة لحياتهم. وليس بالضرورة أن يشارك الفرد الحر والمستقل في القبلية, والطائفية, والطبقية فقط لأن من هم حوله يمارسون الانغلاق الفكري.
“ما شأنك كيف أعيش حياتي”? صفعة لفظية أوجهها لكل حشري ومتطفل يحاول التدخل في شؤوني الخاصة. فما دمت كفرد أمارس حياتي بشكل سلمي, فلا يملك أحدهم الحق في إجباري على عيش نوع محدد من أساليب الحياة, ولا يملك البعض الحق, ايضا في إقحام طرق تفكيرهم ضيقة الأفق على شخص أو مجموعة من الأشخاص اختاروا بإرادتهم الحرة عيش أساليب حياة مختلفة عما هو متعارف عليه في مجتمعهم.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق