وليد الجاسم: خشّوا غسيلكم يا حكومة.. ترى فنايلكم مقظظة

تعاني الكويت منذ سنوات طويلة من بعض المظاهر غير الحضارية وأبرزها نشر الغسيل في مناطق العاصمة، حتى صار من يجول شوارع العاصمة بدلاً من ان يلهو بالتمتع باللمسات المعمارية الكويتية الخاصة، تراه يلهو في التمعن و«التمقل» بألوان «الوزرة» المبكرة والسادة.. والمشققة ناهيك عن الفنايل المقظظة وصراويل المكسر السادة والمقلمة.. الجديد منها والقديم المتهالك.
ما كنا نشاهده سابقاً من نشر للغسيل المخزي في المرقاب وشارع فهد السالم، صرنا نشاهده اذا تمشينا في أروقة الحكومة.
فبعدما ودعنا بالأمس ازمة البلدية و«نشر الغسيل» المتبادل بين بعض مسؤوليها في مشكلة ازالة اكشاك وخيام عاشوراء، جاءتنا ازمة «الكويتية» وما رافقها من تقاذف بين كبار المسؤولين أدى إلى نشر غسيل «مش ولابد» ما كنا نود أن نراه.
ولعل في عملية شراء طائرات لتحسين وضع شركة الخطوط الجوية الكويتية والتطورات المتلاحقة بسرعة في هذا الموضوع بدءاً من التراشق عبر وسائل الإعلام التقليدية والمؤتمرات الصحافية وصولاً إلى استخدام الواتس اب وتويتر وأخيراً تسريب مقاطع صوتية من أحد الاجتماعات، حتى وصلت الى المخافر، هذه التطورات السلبية كفيلة بأن تعطي فكرة عامة مبسطة عن الحالة المزرية التي وصلت اليها الكويت والادارة الحكومية فيها، التي انتصر لها منذ أيام أعضاء مجلس الأمة.
لا توجد مؤسسة من مؤسسات الدولة حالياً فيها «كبير» ولا توجد مؤسسة من مؤسسات الدولة فيها «صاحب قرار»، أي صفقة مُعرّضة للقيل والقال والكلام والتشكيك.. وأي صفقة معرضة للتراجع أو الإبطال أو ولوج باب المحاكم التي تحتاج نفساً طويلاً جداً وربما بعدما تنتهي القضية تكون كل الاطراف المتناحرة محطّمة الاوصال أصلا، ومن انتصر لن يجني شيئا.
الوزير – أي وزير كان – ربما لا يملك ان يوجه أو يعاقب حتى أصغر موظف في وزارته.. واللي مو عاجبه عنده المحاكم الادارية.
أنا لست متعاطفاً مع الأخ الزميل سامي النصف ولست متعاطفاً مع الأخ الوزير عيسى الكندري، ولكني متعاطف مع هذا البلد الذي صارت هذه هي حالته.
الأخ سامي كان بإمكانه ان يكون اكثر مرونة ويتفاهم مع الوزير كونه هو المسؤول سياسياً، خصوصا وان الصفقة اعلنت في وقت سيئ كانت دول الخليج تتسابق فيه على شراء طائرات حديثة من المصانع بينما نحن نشتريها مستعملة من الهند وغيرها، الأمر الذي أثار ضجة وسخرية وموجة استياء كبيرة. والوزير ايضا كان بإمكانه ان يكون اكثر قدرة على التفاهم مع الكابتن ويحتويه.
ولكن، انقطعت سبل الحوار.. فبدأ «حوار الطرشان»، وتطور الامر الى حد «الخساسة» التي تجلت في أقبح صورها بوجود «نذل» سجل الحوار الساخن بين الوزير والكابتن، وبوجود «حقير» سرّب الحوار الساخن حتى انتقلت الأزمة الى المخافر، ولا عزاء للكويت.. وللكويتية!
ما علينا من الكويتية، ولا علينا من الوزير ولا علينا من الكابتن.. (يصطفلوا) على قولة اخواننا اللبنانيين.. ولكن الى متى هكذا تدار البلاد. وأين اقطاب الحكومة عن منع نشر الغسيل الحكومي الوسخ و«المقظظ» على مرأى من الأشهاد.
عموماً.. في مثل هذه الاجواء المثيرة للتشاؤم أجدني اشعر بكثير من التفاؤل لدرجة انني لو تمشيت في سوق الصفافير فأنا واثق أني سوف أسمع صدى «التنمية» الحكومية «الضايعة» التي تفوح هناك!
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أنستغرام: @waleedjsm

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.