صلاح الساير: عاطل عن الأمل

بصرف النظر عن مصير قرار وقف رئيس مجلس إدارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية عن عمله، أكتب اليوم عن وقف الأمل في بلادي، وإن كنت بالطبع والقطع ممن يتمنون عودة كابتن سامي النصف إلى موقع مسؤوليته للإفادة من خبرته وحيويته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المؤسسة الوطنية التي ينطبق عليها القول المأثور «عزيز قوم ذل».
لو كان للحكومة الكويتية رؤية استراتيجية لأدركت أن حضور «الخطوط الجوية الكويتية» في الوجدان الشعبي الكويتي حضور عميق ولا أبالغ إن قلت ان كل مواطن كويتي يعتبر الطائرة الكويتية بشعارها الأزرق العتيد بيته الخاص المحلق في الفضاء، لذا كان ينبغي من الحكومة أن تقارب الخلاف حول شراء الطائرات أو تأجيرها على نحو ذكي وحساس يبتعد عن جرح مشاعر الرأي العام المفجوع بما حدث.

لا أكتب عن الزميل والصديق سامي عبداللطيف النصف بل أكتب عن بلادي التي أصبحت ماكينة لتفريخ المشكلات وكأن لا مواهب متوافرة لدينا سوى موهبة تكسير المجاديف والمشي عكس السير والإصرار على تحطيم العزائم. فكلما شعشعت نجمة في الظلمة هرعنا لإطفائها، وكلما غرد عصفور فوق الغصون سارعنا إلى تكميم منقاره، وكأننا نتعمد الدفع بالناس إلى تعطيل الأمل.. الذي لم يتبق لديهم سواه.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.