“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
يصعب علي تخيل أنه سيتم إنجاز خطط التنمية وما يتعلق بها من رفاه وبشكل مناسب ما لم يتم تكريس ثقافة الانتاجية, والالتزام الوظيفي في المجتمع, وخصوصاً في الوظيفة الحكومية, فلا تنمية بلا عمل جاد لتكريس ثقافة الانتاجية والعمل المهني والالتزام الوظيفي, وأداء الواجبات والمسؤوليات الوظيفية “الانتاجية”.
يصعب تخيل أن تتوافر آليات تحقيق خطط ومشاريع التنمية بلا وجود أيدي عاملة وطنية تحرص باستمرار على أداء واجباتها ومسؤولياتها الوظيفية وفق المعايير المتعارف عليها عالمياً, ومن أجل أن يتم ترسيخ الانتاجية, والالتزام الوظيفي, فلابد للحكومة من أن تعمل من الآن وصاعداً على ترسيخ مبادئ الانتاجية والعمل الجاد في أجهزتها وفق مبادئ “الجودة” ووفق ما تمليه المصلحة العامة, ووفق ما تمليه متطلبات تنفيذ خطط ومشاريع التنمية.
ترسيخ الانتاجية والالتزام الوظيفي ستتحقق عندما الحكومة على ربط برنامج عملها بالإنتاجية, والالتزام الوظيفي, فمن المفترض على الحكومة أن تكون واضحة بشأن تنفيذ خطط التنمية, اذ لن تتحقق الخطط والمشاريع بالكلام الانشائي فقط, لذا على الحكومة ان تعد خطة شاملة لتكريس مبادئ الانتاجية والالتزام الوظيفي في إداراتها الحكومية.
على سبيل المثال, تطبيق نظام البصمة في الادارة الحكومية ربما سيرغم الموظف على الحضور إلى مكان عمله, ولكن ما الذي سيشجع هذا الموظف على الانتاجية, والالتزام بباقي واجباته ومسؤولياته الوظيفية ما لم يكن وجود آليات إدارية فاعلة? فحين يدرك الموظف, وبشكل واضح الأهداف الرئيسية لعمله الوظيفي, وأن ما يؤديه من واجبات ومسؤوليات يساهم بشكل مباشر في تطوير إنتاجية إدارته, فهو سيعمل أكثر وسينتج أكثر, وحين تبدأ الحكومة في تطبيق مبادئ الجودة في العمل الوظيفي, وما تمليه من إعادة توزيع الأدوار الوظيفية في الادارة الحكومية ستتحقق الانتاجية.
دولة الرفاه لن تنتهي طالما ان هناك موظفين مكافحين ومهنيين وملتزمين يحافظون على إدامة رفاه الدولة, فالدولة المرفهة تستند إلى ترسخ مبادئ العمل الجاد والالتزام والانتاجية في العمل الحكومي بهدف الحفاظ على المكتسبات المعيشية, وكما أنه لا يمكن تحقيق أي هدف من دون بذل جهد حقيقي والتزام مهني وربط مستمر للأهداف الوظيفية بما يتم إنتاجه على أرض الواقع, فلا يمكن أن يشتكي أحدهم من انتهاء دولة الرفاه مع أنهم أقل الناس التزاما بواجباتهم وبمسؤولياتهم الوظيفية.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
– See more at: http://www.al-seyassah.com/expoinc/pages/runtime/exhibitor/dsn1/ra/3/ci/4013/ni/2874?siteId=494&pageId=&linkid=147&cid=12023#sthash.t9xaDLaW.dpuf
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق