«نبارك خطوة الكويتية، لدواعي المصلحة العامة وتحقيقا لحلم وأمنيات أهل الكويت الذين يتطلعون فيه إلى الفخر والتباهي بوجود أسطول متطور للناقل الوطني، وهو يستعيد أمجاده القديمة ..».
هذه الفقرة منسوبة الى السيد وزير المواصلات، كرسالة تأكيد وجهها لمباركة الصفقة الجديدة لمجلس ادارة المؤسسة. لا نفهم في الصفقة وليس لدينا اطلاع على تفاصيلها، بل لسنا معنيين بها كما قد يبدو . ما يعنينا هنا هو النظرة «الكويتية» للكويتية… من انها كما بين وزير المواصلات ناقل وطني يتباهى ويفخر به المواطنون.
لن تستطيع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ان تقف على قدميها طالما ان «المواطنين» الكويتيين والحكومة ممثلة بالسيد وزير المواصلات ينظرون لها على انها ناقل وطني يفتخرون ويتباهون به. هذا يعني ان احدا ليس معنيا بالجدوى التشغيلية للمؤسسة وليست لديه اي فكرة حقيقية عن تخصيصها، بل هو معني كوزير المواصلات بسمعة الكويت وتأثير اداء الشركة على هذه السمعة. يعني ايضا ان الشركة لن تعمل سواء الآن او بعد تخصيصها كمؤسسة مستغلة تدار بعقلية تجارية يحركها الربح والتنافس وليس عقلية «وطنية» معنية بسمعة الكويت ومظهرها الخارجي.
مشكلة «الكويتية» الاساسية كانت ولا تزال انها مؤسسة «وطنية» وليست شركة تجارية. يجري تشغيلها لارضاء الذات الكويتية، وتخضع في عملها وادارتها للصراعات والترضيات التي تملأ البلد. بل ان عقدة «الكويتية» الاساسية هي شعور كل مسافر – كويتي بالطبع- على متنها بانه مالك الشركة، وان من حقه ان يتصرف وفقا لهذه الملكية. فهو يدخن حين يمنع التدخين ويستعمل الهاتف اثناء الاقلاع والهبوط، وهو، وهنا المهم، يتوقع ان يجد مقعدا كلما عنّ له السفر. وهو فوق كل هذا يريد كـ«مواطن» وليس كـ«مسافر» شركة تمتلك افضل الطائرات، وتعرض افضل الاسعار، وهو في النهاية يريد شركة يتباهي بها وليس شركة تؤجر طائراتها من الهند …وربما هذا هو السبب الاساسي لاعتراض السيد وزير المواصلات وحكومته على سياسة مجلس الادارة المنحل التجارية.
رسالة السيد وزير المواصلات لمجلس ادارة الشركة تؤكد ان شيئا لم يتغير. وان لا السيد الوزير ولا حتى حكومته، على ما يبدو، لديهما ادراك بأن المؤسسة ستتحول الى شركة خاصة تدار بعقلية تجارية بحتة بعيدا عن رقابة الوزارة او عناية المواطن.
عبد اللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق