صدور الحكم ببراءة كل مقتحمي مجلس الامة من نواب وغير نواب.. لا شك انه اصاب الجميع بنوعين من السهام؛ اما سهم يسبب التوتر والغضب والحنق والاستنكار لاحكام وجدوا فيها.. اعلان فتح الستار عن كل انواع الرفض والغضب داخل المجتمع، والتعبير عنها بكل الوسائل غير المقبولة وغير القانونية ايضا.. خالف القانون واعتدِ على حرمة الدولة وهيبة الديموقراطية.. وكن بطلا فى نهاية المطاف!
اما السهم الاخر، فهو بالنسبة للمبتهجين بالحكم.. سهم يحمل في رأسه كل هرمونات وفيتامينات النشاط والسعادة والانتعاش.. فقد جاء الحكم ربما ليؤكد لهم انهم ومن معهم ومن تبعوهم على حق.. وما قاموا به هو البطولة بعينها.. فما ضربوه بايديهم وما دفعوه.. لا يعتبر اقتحاما بل هو دخول مباح لبيت الامة عندما يرغبون بذلك.. وبالطريقة التي يريدونها، وبالشكل الذي يرضي غضبهم.. والدليل الحكم ببراءتهم.. كلهم.. كلهم.
النقطة التي سأصل اليها ان القضاء بنظر النوع الاول.. الحانق والغاضب على الحكم.. يعتبر قضاء غير مرض لهم.. وان تلك الاحكام تميل الى جانب المقتحمين وتساعد على دب الفوضى في الشارع الكويتي.. ومن لم يفكر سابقا في هذا النوع من السلوكيات فلن يتردد ثانية اليوم وبعد هذه الاحكام في اعلانها جهرا وبكل شجاعة.
اما القضاء بعين النوع الثاني فهو قضاء نزيه.. يعرف كيف يتعامل مع القضايا بشكل سوي وقانوني مائة في المائة.. وهو القضاء الذي يصفق له عاليا .. عاليا.. وهو قضاء عظيم يقف مع الحق اينما كان، وفي كل الظروف وضد كل الضغوطات..
يبقى القول ان القضاء.. قضاء محترم في كل زمان ومكان، ومهما كانت الاحكام.. ارضتنا ام لا.. ولابد لنا من الفصل تماما بين اهوائنا وما نرغبه، وبين ما يصدر من احكام من هذا القضاء.. ولا نملك جميعا، الا ان نحترم هذا الحكم، وان اوجع وآلم البعض وانا واحدة منهم.. الا اننا اذا فقدنا الثقة بقضائنا.. فعلينا العوض.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.cim
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق