تركي العازمي: الغالبية.. يا ليل ما أطولك

أحيانا أشعر بأن الحديث عن الغالبية شيق من باب توجيه النصح لأعضائها.. وأحيانا أرى بأن النقد البناء لم تحط رحاله بعد ومرات كثيرة تنتابني الحيرة من مواقف بعض النواب!
سبحان من جمع أعضاء الغالبية… بعضهم يريد أن يتبنى الحراك الشبابي والبعض الآخر يتهم مستشاري السوء وموقفنا مع بعض مطالباتهم وتحديدا في ما يخص تعديل الدوائر والصوتين واضح… والشباب هم من يحددون نواب مجلس الأمة القادم!
ومن باب النقد المباح، أذكر انني قدمت ملفا للنائب أحمد السعدون حول تجاوزات معينة بحضور النائب السابق مرزوق الحبيني وما زلت مستغربا من ذلك الموقف، والموقف الثاني الغريب كان مع النائب الدكتور محمد الكندري ويعلم فيه النواب فلاح الصواغ، أسامة الشاهين، و د. أحمد بن مطيع ويخص منشأة تابعة لوزارة الصحة قد شهدت تجاوزا أشبه بـ «اللغز» لم نجد له حلا…. ومن هنا بدأت المسؤولية الأخلاقية في تشكيل تلك الحيرة التي أصابتني!
نبحث كمراقبين عن العدالة وتكافؤ الفرص، ولهذا نقف معهم في مطالبتهم تجاه ما يقال عن تغيير الدوائر، لكن هل بالفعل ان هناك نية في التغيير أم إنها من باب التحوط؟!
سبحان من جمع أعضاء الغالبية… تحت سقف واحد يجتمعون وبعضهم يختلف مع الآخر ولهذا السبب ما زلت أشعر بأن الحديث عن الغالبية شيق من باب توجيه النصيحة لأعضائها!
النصيحة التي نحن بصددها مختصرة في قول الآية الكريمة التي ذكرها النائب السابق محمد هايف: «… إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»… ويا كثر الأنباء التي يتناقلها البعض دون التأكد من صحتها… والغالبية هنا يجب عليها صد كل محاولات التفريق فتماسكها بحاجة إلى استراتيجية خاصة بعيدا عن فكرة القائمة الواحدة!
لذا نرى أن نواب الغالبية بإمكانهم كسب أصوات المؤيدين من خلال طرح عقلاني وأجندة يتفق عليها الأعضاء ويتم حشد المجاميع من خلال مفاتيح تنقل توجهاتها الدستورية الوطنية إلى أصحاب الأصوات المؤثرة، أما توجه فرض أسماء من غير قناعة من قبل قاعدة الناخبين في أداء البعض لن يضمن لهم الدعم المطلوب الذي يوصلهم إلى قبة البرلمان!
إذا، نحن أمام معادلة الرضا عن الأداء وهو يتحقق حينما يكون انطباع قاعدة الناخبين عن أداء بعض النواب متطابقا مع توقعاتهم، وهو لا شك أمر غير متحقق بالنسبة لأداء بعض النواب!
وعليك أن تتخيل لو أن المواقف بسطت يدها إليك ووجدت نفسك أمام خلل ما في مؤسسة ما وجمعت الأدلة وعرضتها على النائب… وتذهب أدلتك مع النائب دون موقف محايد فبالتالي ستجد نفسك «أوتوماتيكيا» في حيرة من هذا الموقف وقناعتك ستتغير لا محالة وللغالبية نقول : «يا ليل ما أطولك»!
وإذا رأيت ان نائبا يحاورك مبتسما ويختتم حديثه بــــــ «حبة خشم» قبل الانتخابات وبعد فوزه بالكاد تراه في المناسبات، فأنت لا شك ستمسح اسمه من قائمة المرشحين حتى وإن كان من المقربين.. هذا إن كنت صاحب مبدأ طبعا!
نحن هنا نوجه حديثنا لأصحاب المبادئ أما من يهرول وراء مصلحته فستنتهي الحاجة وتضيع المصلحة الوطنية التي نحن أحوج لها في الوقت الحاضر… والله المستعان!

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.