نبيل الفضل: لن ندعها تضيع

حرارة الجو في أوجها واشتعالها الذي يميز صيف الكويت. والكويت تمر في معترك من الطرق المتشابكة جعلت القلق سيد الموقف.
خمسون عاماً من الديموقراطية والكويت تتعثر في الثوب الذي لبسته وهو اطول من قامتها، والنهج الذي اتبعته وهو اعقد من ثقافتها.
خمسون عاماً منذ كتب الدستور وانطلق قاربه في اقليم كان يومها بحراً من الموج المتلاطم والريح المخالفة.
لم يفرح يومها اي من جيران الكويت بميلاد ديموقراطيتها. والى اليوم لا يتمنى سكان الاقليم ان تنتقل لهم عدوى المرض السياسي الكويتي.
والسؤال الذي يشغلنا ويفرض نفسه علينا كي نوجهه للاعزاء من اسرتنا الحاكمة بشكل عام وذرية مبارك بشكل خاص والرموز عندنا بشكل محدد.
هل تعتقدون بأن ما يحدث في الكويت هو امر طبيعي؟!
فان كان الجواب بالايجاب فلا سؤال آخر عندنا ونكتفي بابتلاع إحباطنا وخيبة رجائنا بأمل يلوح.
أما اذا كان الجواب بالنفي، وان ما يحدث غير طبيعي. فان ذلك يستدرج سؤالا آخر. هل ما يحدث من تصاعد مبرمج للبذاءة وتجريح هيبة الحكم والتهديد الجديد بالانقلاب على الدستور من قبل من كان يرفع شعار «الا الدستور»، هل كل هذا وليد صدفة وغباء شخصي لمرتكبيه، او ربما هو مجرد منتجات العقد النفسية التي تصاحب الشذوذ؟! أم أن هناك تخطيطا وتمويلا خارجيا يدعم أصحاب العقد النفسية لتفتيت أركان الدولة؟!
بإيجاز، هل يشعر أبناء الحكم أن ما يحدث عندنا صناعة محلية كويتية ربما يرعاها الذكاء المنعدم من بعض أبناء الأسرة؟! أم أن ما يحدث هو شيء أكبر من هذه الأدوات، وأن هناك في الإقليم من يسعى لانهاء الحكم والدولة الكويتية كما نعرفها تحقيقاً لأجندته أو أجندة غيره؟! وتمصلحاً من خسائر الكويت في مجالات محددة ينتفع منها؟!
ببساطة أيها الاعزاء من أبناء الحكم بكل ما لديكم من تراث حكم ومن خبرة دبلوماسية ومن تعليم ومستشارين، هل تشعرون بأن الكويت تتعرض لمؤامرة خارجية تملك التخطيط والتمويل ولا تحتاج سوى الأيادي القذرة من بعض حاملي الجنسية؟! أم أن الوضع عندنا عادي وطبيعي وسيعود كما عهدتموه عندما يهل الوسم؟!.
بغض النظر عن الاجابة الخطأ أو الحرج من قول الحقيقة، فإننا كشعب… «لن ندعها تضيع».
– العم احمد السعدون طالب كتلة الاغلبية بـ «العمل بقوة لتحقيق المطالب الدستورية والسعي اليها بلا هوادة»!!.
ولا نعلم ان كانت مطالبة الدستورية اليوم هي «لا لتنقيح الدستور» و«الا الدستور» ام انها انقلاب مخملي على الدستور!!. كما نسأله عن مصير «لا لتنقيح الدستور» ومصير اخيه «الا الدستور». هل اصابتهما وعكة صحية ام تم اعلان وفاتهما؟!!
وهل سيشرح لنا العم بو عبدالعزيز السر في انقلابه على نفسه وتاريخه مع الدستور؟! ام ان علينا ان نسمع ونطيع كبقية الماعز؟!
ولكنه يكمل «لنكن بلا سقف في التصدي لتحالف قوى الفساد والافساد والقوى المعادية للنظام الدستوري في الكويت»!!!
أي نظام دستوري يا عم احمد؟! نظام «الا الدستور» ام نظام الدستور الجديد الذي يكتبه لنا الحنجرة النحاسية؟! وبعدين الفساد عرفناه ونستشعره في كل مناحي الحياة، ولكن من هم قوى الفساد والإفساد؟! نسمع بهم منكم في كل خطبة جمعة واثنين، ومع ذلك لم تتجرأوا يوما بتسمية فرد من قوى الفساد سوى سمو ناصر المحمد الذي اثبتت الايام براءته من تهم الكذبة والسفلة، ولقد رحل ولم يرحل الفساد.
ونحن نتحدى تاريخك ان تسمي فاسدا باسمه كما يفعل الشرفاء، وان تقدم الدليل على اتهامك ولا تكون صورة اخرى لمسلم أو ابن عمه عبيد الذي يطير الحكومات بنفخة! ويمنح الفاسدين مهلة 24 ساعة لمغادرة البلاد!!
ونرجو ألا تقول ان المفسدين هم المتنفذون. فكل نواب مجلس الامة متنفذون.
والحقيقة انك وان لم يظهر دليل على دخولك مكتب وزير او مسؤول. فإنك لم تنتقد يوماً أي وزير على استقباله لنواب في مكتبه بما يخالف المادة 50 والمادة 115 من الدستور!
كما انك حتى لم تعتب على نائب زيارته لوزير أو مسؤول في مكتبه، رغم ان هذا هو الفساد الوحيد الذي اشار له كتبة الدستور عند الحديث حول المادة 115.
كما ان يدك اليسرى مسلم البراك من اكبر المعتدين على المادتين 50 و115 بكل ما في ذلك من فساد. ومع ذلك فلا حديث لكما الا عن المفسدين دون ذكر اسم!!!
المصيبة اننا مبتلون بمفسدين مجهولين ونواب (…..) كحضرتك وحضرة مسلم البراك، فانتما ما وضعتما ايديكما في أمر الا وأحلتماه الى خراب واطلال، من الاستثمارات النفطية الى الخطوط الجوية الكويتية إلى نظام البي أو تي.
ثم يختم السعدون مضيفا «.. هؤلاء يريدون العبث بمقدرات الكويت وينقضون على مكتسبات الشعب وتبديد امواله وانهم يسعون للعبث بقانون الدوائر ونظام التحديث»!!.
اولا: ماذا فعلت انت لتحمي مقدرات الكويت من العبث سوى التأزيم الذي يوفر الظروف والفرصة لمن يستبيح اموال الدولة في بيع الولاءات؟! وماذا حققت حضرتك لتمنع تبديد اموال الشعب؟! اما الانقضاض على مكتسبات الشعب، فها انت تنقض منذ اربعين عاما على الديموقراطية التي اكتسبها الشعب فتحتكر هذا الكرسي لاسمك ومجدك لظنك ووهمك بأنك افضل الناس لهذا الكرسي!
ولو كنت افضل الناس لهذا الكرسي لما تهيبت تخفيض التصويت لصوت واحد للناخب. ولكنك تعرف ان في هذا نهايتك.. الرئاسية والسياسية، ونهاية وهمك.

أعزاءنا

نرجو المعذرة على الانقطاع عن الكتابة اعتباراً من غد، وذلك خلال سفرتنا الحالية التي قد تطول. ولن نزعجكم بالكتابة اثناء السفر الا لحاجة ملحة.

نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.