أصداء سلبية واسعة النطاق تابعتها على خلفية عرض فيلم “اسمعني” المتعلق بالمشاريع الشبابية الكويتية والعقبات التي تواجهها، وما أثار انتباهي فعلا أن تلك الأصداء لم تكن من فئة معينة من الشباب بل من شرائح مختلفة ومتنوعة.
حيث ارتكزت انتقادات من تابعتهم على محاور أساسية، وهي أن معظم من طل علينا بفيلم اسمعني من أصحاب المشاريع الشبابية هم من الميسورين مادياً، ولا يواجهون المشاكل الفعلية لمشاريع الشباب، بل إن هذا الفيلم هو مجرد تلميع أكبر لهم ولمشاريعهم.
شخصياً أنا أختلف مع هذا الطرح بشكل كبير، وإن كان لي نقد على الفيلم فهو نقد لتعاسة المشاهد التمثيلية المضافة إلى كلمات أصحاب المشاريع وآرائهم.
على أي حال فإن سبب اختلافي مع انتقادات الكثيرين لفيلم اسمعني أبنيها على ما شاهدت وليس على ما توقعت أن يقال في الفيلم كحال البعض ممن انتقدوا دون مشاهدة، فقد أجمع الشباب أصحاب المشاريع من المشاركين في الفيلم على تعاسة الإجراءات الحكومية في مختلف الوزارات المرتبطة بمشاريعهم؛ كالشؤون والبلدية والتجارة، فوزارة تطلب رشوة، وأخرى تحدد العمالة بالمساحة وليس متطلبات العمل، وثالثة تتقاعس في تسريع إجراءات التراخيص عطفاً على شح الأماكن التجارية مقارنة بمتطلبات السوق.
كما ركز الشباب على كيفية احتضان دول الجوار للمشاريع الشبابية وتسهيل الإجراءات، بل أحيانا التكفل بالمصاريف، وهو بلا شك من أسباب استقطاب تلك الدول للناس من مختلف أنحاء العالم وليس دول المنطقة فحسب.
كما أن المشاركين في الفيلم لم يتطرقوا إلى مشاكل التمويل كي لا يقعوا في مطب التناقض، فكثير من أبطاله يُعرفون بأنهم من أصحاب الوضع المادي الجيد، ولن يكون مقبولا للعقول أن يتحدثوا عن شح الموارد المالية بالنسبة إليهم، وهذا ما فرض على المخرج أن يغطي جانب التمويل بمشاهد تمثيلية، وهي إن كانت تعيسة برأيي إلا أنها غطت الجانب الذي لم يتطرق له أصحاب المشاريع، وإن كنت أعتقد أنه كان يفترض الاستعانة بشباب واجهوا مشاكل تمويلية لمشاريعهم بدلا من تلك المشاهد التمثيلية لإيصال الرسالة بشكل أفضل.
لقد جلب القائمون على الفيلم عددا من المشاريع الشبابية الناجحة والمعروفة للحديث عن العقبات التي تواجههم، وهو اختيار سليم جداً برأيي، وأعتقد أنه من بدهيات إيصال الرسائل المرئية للعامة؛ لأنه لو تم استبدالها بمشاريع مغمورة أو لم تنجح لما وصلت الرسالة بشكل جيد، كما أننا لو فرضنا أن أصحاب تلك المشاريع لم يواجهوا عقبات كبيرة كتلك التي تواجه بقية الشباب، وعلى الرغم من عدم مواجهتهم لتلك الصعوبات الفعلية، فإنهم يقدمون هذه الصورة المظلمة لإجراءات وزارات الدولة، وتلك النقطة تحسب لرسالة الفيلم لا عليه.
برأيي الخاص لم أجد أي مبرر منطقي للهجوم العنيف على فيلم “اسمعني” فقد قدم صاحبه رسالة معينة للجهات المعنية، فإن تم تلقي الرسالة بشكل جيد من المسؤولين فإن الوضع حتما سيتحسن لهم ولأي شاب آخر، فشكراً على رسالة الفيلم.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق