حسن كرم: ينبغي فوراً محاسبة وزير الصحة…!!

اذا صح الخبر الذي نشرته الزميلة جريدة (الجريدة) في عدد الجمعة 13 يوليو الجاري والذي كشفت فيه عن ارسال (5200) مريض ومتمارض على حساب وزارة الصحة بتكلفة ناهزت الثلاثين مليون دينار خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة، وان احد النواب ارسل (1200) مريض وآخر (700) مريض وثالث (500) مريض، وان غالبية الحالات التي ارسلت للعلاج الى المستشفيات الامريكية والبريطانية والالمانية يتوافر علاجها في المستشفيات الكويتية، وان وزير الصحة كان يتدخل شخصيا في اعمال اللجنة المركزية للعلاج وان هناك حالات تم ارسالها من خلال موافقات من اللجان الفرعية في المستشفيات دون المرور على اللجنة المركزية وان هناك اطباء في اللجنة المركزية قد استقالوا أو اخذوا اجازات تفاديا للاحراجات والضغوط.. الى آخر الخبر!!
ليس امام وزير الصحة الا ان يستقيل معتذرا عن هذا العبث والتلاعب والاستغلال وصرف الاموال في غير موردها الصحيح. أو ان ينفي الخبر أو ان يحال للمحاكمة وعلى الشرفاء والغيورين والمدافعين عن الاموال العامة والوطنيين ألا يستكينوا أو يسكتوا على هذا العبث من وزير وضع كل همه ارضاء النواب حفاظا على كرسيه في الوزارة..!!
نحن نعلم جيدا ان هذا ليس اول وزير للصحة يستغل المنصب ويفتح باب ارسال المتمارضين بحري للخارج، ولكن عندما يرسل (5200) حالة متمارضة أو حتى مريضة يتوافر علاج غالبيتها في المستشفيات المحلية في المدة القصيرة التي لا تتجاوز الأشهر الثلاثة وبكلفة تجاوزت الثلاثين مليون دينار، فماذا نسمي ذلك غير ترضية وشراء سكوت النواب؟!!
ان العلاج في الخارج احدى مغارات علي بابا في هذا البلد المنكوب ببعض مسؤوليها غير الشرفاء، والذين وضعوا ضمائرهم في ثلاجات واغلقوا عليها، هؤلاء العابثون ينطبق عليهم المثل الشعبي «من امرك قال من نهاني؟». فلو كانت هناك ادارة حازمة تخاف الله وينفطر قلبها حرقة وخوفا على البلد وعلى امواله ومكتسباته لما آل حال البلد الى هذا المنحدر الخطير.
بلد ضرب فيه الفساد والاستغلال حدا حتى ما عدنا نفرق بين المفسد والفاسد والشريف والنزيه.
اننا لا نرجو كثيرا من مجلس الامة ولا نأمل منه خيرا وصلاحا. ففاقد الشيء لا يعطيه، فالمجلس فاسد واعضاؤه فاقدون للثقة والمصداقية، ولن تنطلي تلك الجعجعة والطنطنة التي يخرج علينا بها بعضهم، فما هي الا تغطية وتعبير عن ضمير فاسد، هل تصدقون يذبحون الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا..؟!!
قريبا سيستدعى الناخبون الى انتخابات جديدة، كم اتمنى وارجو ان يقاطع الناخبون كل الناخبين رجالا ونساء الانتخابات، تعبيرا عن فقدان الامل بالمجلس وفقدان الامل بالاصلاح وتفشي الفساد، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ان فساد وزارة الصحة كومة صغيرة من جبل ضخم من الفساد، فساد قيل عنه ما تشيله بعارين، لكن لا بعارين شالت ولا مغارات الفساد ازيلت، فما الحل؟ هل اختفى عن هذا البلد الكريم الشرفاء والمصلحون؟!
هل يريدوننا ان نفقد الامل والمصداقية في كل شيء؟!! كل شيء..؟!! فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.