توجد نوعية معينة من بني البشر تمتهن “التحريش”, والنميمة, ونشر الاشاعات المغرضة. ولعل اسوأ نوع من الأشخاص المفسدين هو النمام. فوفق المثل الكويتي: النمام هو من “بالوجه جليس وبالقفا قريص,” أي من يجالسك وكأنه صديقك الحميم, وبعد مغادرته, أو مغادرتك المكان تكون أنت أول ضحايا نميمته وتوريشه (تحريشه). فيصعب أحياناً على العقلاء والحكماء والأفراد الأسوياء التعامل الحاسم مع النمامين, وذلك لأنه يصعب التعرف عليهم بسرعة, فمن ينم ويحش بالآخرين سيحاول دائماً أن يصور نفسه صديقاً صدوقاً, ولكن عندما يغيب مستمعه يصبح أول ضحاياه ! أشهر ما يتصف به هذا النوع من جلساء السوء والقارصين والقارضين بالسمعة ما يأتي:
يزينون كلامهم بالكذب والوشاية والتشكيك في نوايا ضحاياهم.
يهذرون كثيراً ويتردد على ألسنتهم العبارات التالية: “هل سمعت ماذا فعل فلان؟” أو “دعني أخبرك ماذا سمعت أخيراً عن تصرفات فلان”.
يبادرون إلى إطلاق الاشاعات, ويدمنون المبالغة في تشويه الحقائق, من دون أن يوفروا أدلة ملموسة على ما يقولون.
ينكرون الجميل, ولا يحفظون المعروف, بل ويحاولون قدر ما يستطيعون تشويه سمعة من أحسن إليهم في السابق.
يبدأون بالمدح المبالغ فيه لجليسهم بغية إغرائه للاستماع إلى نميمتهم.
يتحدثون كثيراً, ويعملون قليلاً, ويعتقدون أنهم مؤهلون بالفطرة لحيازة مزيد من الثروة والمال والجاه من دون أن يتعبوا أنفسهم بالعمل الجاد أو الالتزام بمسؤولياتهم وواجباتهم الاجتماعية.
يحاولون ترسيخ الفرقة و”التناحس” والتباغض, والخصومة بين أبناء الوطن الواحد, فتتكرر على ألسنتهم النعرات القبلية والطائفية والطبقية.
يحاولون قدر ما يستطيعون استدراج الآخرين للنميمة والتحريش, وتشويه سمعة الناس الآخرين, ويتضايقون كثيراً من الإنسان الذي لا يكترث بما يقولون, بل وسيجعلون من يقاوم الانصياع لنميمتهم ضحيتهم القادمة.
ينكرون إحسان الآخرين لهم, ويتردد على ألسنتهم أن ما حصلوا عليه من مال أو من مكانة, أو مميزات مختلفة, هو نتاج تعبهم وجهودهم الشخصية فقط, رغم أنهم كانوا لا يساوون بيزة في السابق لولا مساعدات وجمائل وترقيع الأخيار!
نفوسهم ضيقة للغاية, وبخاصة تجاه من يدعو لتكريس الولاء الوطني, وتقوية الوحدة الوطنية, ومن يدعو لتآلف أبناء المجتمع الواحد. فالنمام يكره الالتزام بواجباته الوطنية ويقلل من أهمية الحس والانتماء الوطني ويبدو لا يرغب في تقديم أي تضحيات لوطنه.
النميمة والتحريش ومحاولة تشويه الوقائع الاجتماعية والإنسانية, في المجتمع صفات اللئام والمتقلبين من لا يحفظون معروفاً ولا يحترمون المواثيق والعهود السابقة.
كاتب كويتي
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق