مع تعدد حالات الشجار والاعتداءات والتحرشات وجرائم القتل التي تحدث في الأسواق والمجمعات التجارية، ومع تزايد (اللامبالاة) الناتجة عن عدم مشاهدة القصاص السريع من القتلة والمجرمين، أصبح لزاماً تزويد الأسواق عموماً بما فيها المجمعات بحراس من نوع خاص.. وبأعداد كبيرة جداً.
في الكويت قديماً – التي لا يعرفها الكثيرون – كان هناك (حرس أسواق) يجوبون الأسواق ليلاً لحراستها من (الحرامية).
أظن اننا نحتاج اليوم إلى إعادة إحياء فكرة حرس الأسواق، ولكن يجب أن تكون (نهارية) أكثر منها (ليلية)، ويتم بموجب الفكرة، توظيف أعداد كبيرة بنظام (النصف دوام) أو (المكافأة) للكويتيين من محمودي السيرة والسلوك، بحيث يحصل الكويتي على عمل إضافي يوفر له مورداً إضافياً للرزق، ويحافظ في نفس الوقت على وظيفته الأساسية التي يقتات منها هو وأبناؤه سواء كانت وظيفة حكومية أو في القطاع الخاص أو حتى لو كان متقاعداً وبصحة ملائمة!
ويمكن إخضاع المتقدمين لوظيفة (حرس الأسواق) إلى دورة سريعة لا تزيد على الشهرين يتعلم فيها بعض الفنون (النفسية) أولاً في التعامل مع المتعاركين أو المصابين بحالات من الهياج، إضافة إلى التأهيل البدني البسيط للسيطرة على المتعاركين. واقتراحي هنا اننا لا نحتاج إلى (بودي جاردات) وأفراد بأحجام الثيران وبزنود تمشي عليها قطعان من التيوس ليتبادلوا الضرب مع الناس، ولكن كل ما نحتاجه هو تدريبهم على استخدام الأدوات الحديثة للصعق الكهربائي بما لا يدخلهم في مشاكل جسدية مع المصابين بالهياج، بل يكفي أن يلمسه بعصا طويلة فيصعقه وتخور قواه.. ويسقط على الأرض عاجزاً عن الحركة ريثما تتم السيطرة عليه، وهذا أفضل حتى للمصعوق بدلاً من أن تتطور المعركة وتصل إلى القتل.
حرس الأسواق هؤلاء لو تم توظيفهم بالطريقة التي اقترحها سيكون سهلاً الحصول على الآلاف منهم وبمكافآت معقولة جداً، وسيملأون المجمعات والأسواق والأماكن التي يرتادها المارة بكثافة سواء سواحل البحر أو المقاهي أو الأسواق القديمة وليتهم يعيدون لباس حرس الأسواق القديم فنسمع من جديد من يصرخ (صاااااحي).. ليرد عليه زميله من بعيد (صاااااحي)، فيطمئن أصحاب المحال التجارية ومرتادوها.
إنها مجرد فكرة بسيطة وغير مكلفة، ولكن لو أحسنت (الحكومة الخرطي) تطبيقها.. سيجني الجميع مكاسب معتبرة منها.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أنستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق