المقال الذي لا يحرك المياه الساكنة ولا يشحذ التفكير والنقاش حوله ولا يتحدث عنه الخلق هو مقال لا يستحق ان يكتب اصلا، لذا لم يكن غريبا ان يحظى مقال «الدولة العميقة» وقبله مقالات كثيرة بالنقاش بين مؤيد ومعارض، ما لم يكن مقبولا هو ان يترك البعض ما يكتب الى من كتب وتبدأ محاكمة النوايا والاعتقاد بأن ذاكرة الشعب الكويتي هي اقرب لذاكرة الأسماك التي لا يزيد أمدها الزمني عن عدة ثوان.
إن محاربة الفساد المالي والإداري ليست قولا يقال بل عمل يعمل وهذا ما انتهجناه في كل موقع عملنا به صغر او كبر، ولم تتوقف قط مقالاتنا المحاربة للفساد المالي والإداري في البلاد ولم يوقفنا تقلدنا للمناصب العامة بل ان هذا هو السبب الحقيقي لحملة البعض علينا مع أقلامهم وهذا هو السبب الحقيقي لفزعة الناس بكافة ألوان طيفهم وتعاطفهم معنا.
وأعيد للأذهان مقالات كتبتها قبل أشهر قليلة وكنت في موقع المسؤولية ذكرت فيها ان الخلاف الحقيقي في الكويت ليس بين الازرق والبرتقالي بل بين اصحاب الرايات الحمراء ممن يرون ان المال العام وبقاء الكويت خطوط حمراء لا يقبل تجاوزها، وبين حاملي الرايات الخضراء ممن يرون ان الكويت دولة مؤقتة وبلد زائل لا محالة وأن النهج الصحيح هو ان تعبأ منه الجيوب بالمال الحرام قبل الحلال وان تتم سرقته ونهبه وحتى اكل اموال ايتامه.
وذكرنا في مقال لاحق أسميناه «تكالبت علينا الرايات الخضر» ونشر في 8/6/2013 ان الفريق الاحمر المحارب للفساد والمحافظ على الاموال العامة يضم قوى من الموالاة ومن المعارضة، ومن الاسلاميين ومن الليبراليين، سنة وشيعة، حضرا وقبائل، يقابلهم حاملو الرايات الخضراء الداعمون للفساد والمستبيحون للأموال العامة ممن يضم معسكرهم كذلك موالاة ومعارضة، ازرق وبرتقالي، اسلاميين وليبراليين، سنة وشيعة، حضرا وقبائل.. إلخ، لذا لم اغير بندقيتي قط المحاربة للفساد وللأخطاء لا بالأمس ولا في اليوم ولا في الغد.
آخر محطة: أتى في تعقيب لقارئة فاضلة اسمها غادة على ذلك المقال قولها «اهل الكويت كلهم معاك، وبإذن الله اهل الكويت كلهم من اصحاب الرايات الحمراء».
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق