أثبتت دراسة جديدة أشرف عليها باحثون من جامعة “جورجيا للتكنلوجيا” حول استخدام “تويتر” أن ثمة أنماط سلوك معينة تحدد ما إذا كان “تويتر” يتم استخدامه للدعاية السياسية Propaganda أو لأغراض شخصية بحتة. ويختلف الاستخدام السياسي ل¯”تويتر” عن الاستخدامات الفردية الخاصة حيث يتميز بالصفات التالية:
إرسال كميات هائلة من التغريدات في وقت قصير نسبياً.
إعادة نشر بعض التغريدات من دون احتوائها على معلومات جديدة.
سرعة مُلاحَظة في إعادة نشر تغريدات الآخرين.
التنسيق مع مجموعة مغردين لنشر تغريدات مكررة بشكل يُوهِم بعدم وجود تنسيق مسبق بين المستخدمين!
ويصف الباحثون هذا الاستخدام المكثف ل¯”تويتر” من أجل نشر الدعايات الانتخابية أو للترويج للتيارات السياسية بالتحيز المفرط أو hyperadvocacy (المصدر “يوريكا”- الجمعية الأميركية للتقدم العلمي- 31-5-2012- بتصرف).
أعتقد بوجود “جيوش تويتر” أي مجموعة معينة من المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي يبدو أنهم يعملون بتنسيق مباشر بينهم للدفاع عن تيارات سياسية معينة أو لشرعنة وجهة نظر معينة ليست بالضرورة تعكس الرأي العام في المجتمع, بل وربما يتم تجييش وشحن هؤلاء المقاتلين التوتيريين-إذا أردتم- عندما يشعر منظروهم ومن يحركونهم بالحاجة إلى ذلك. على سبيل المثال, جيوش “تويتر” تبدو مسيرة بإرادة من يتحكم بها -ولا تعكس بالضرورة آراء شخصية يختارها بعض المستخدمين بإرادتهم الحرة. فإضافة إلى افتقاد جيوش “توتير” المسيرة للابتكار والإبداع بسبب آرائها المعلبة, فهي تتميز أيضاً بهجومها الكاسح ضد الطرف الآخر, سواء كان فرداً عادياً معارضاً لرأيها أو تياراً سياسياً مختلفاً.
شركة “تويتر” وشركات التواصل الاجتماعي الأخرى وضعت هذه الخدمات الالكترونية من أجل تمكين الفرد من تطوير علاقاته الاجتماعية بهدف تكريس تواصل إنساني إيجابي وبناء. ومن هذا المنطلق, فمن يستخدم “تويتر” مثلاً لنشر الاشاعات المغرضة وبهدف تشويه الوقائع المحلية أو المساس بكرامات الناس أو تجاوز الخطوط الحمراء التي تحكمها البيئة المحلية عليه تحمل عواقب استخدامه السيئ لشبكات التواصل. فشركة “تويتر” تمنع السب والقذف والتشويه الموجه لبعض الأفراد أو لبعض الجماعات ولا تتحمل الشركة بأي شكل من الأشكال مسؤولية محتوى التغريد. ولذلك فالعقلانية والمنطق تؤكدان مرة أخرى نسبية استخدام “تويتر” وضرورة خضوع كل المشتركين في هذة الخدمات لقوانينهم المحلية والتي تحكم استخدام الانترنت في بلدانهم. فلعل وعسى”.
*كاتب كويتي
khaledaljenfawi @yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق