محمد حيات: … وتالي

حكومات متعاقبة مشكلة من معظم أعضائها وفق نهج المحاصصة بين أبناء الأسرة وطوائف الشعب بعيداً عن الكفاءة العلمية والعملية ومليئة بالتجاوزات المالية والادارية بشهادة تقارير ديوان المحاسبة وبأحكام المحكمة الإدارية التي كسبها موظفو المؤسسات والوزارات الحكومية!!
برلمانات متعاقبة يُنتخب أعضائها على أسس طائفية وعنصرية وعرقية وقبلية وخدماتية وردات فعل بعيداً عن البرامج الإصلاحية والرؤية التشريعية التنموية والخطوات النهضوية الواضحة وسلطة نوابها على مر السنين تركوا التشريع التنموي والرقابة الجادة جانباً وتفرغوا لتفريق الشعب عبر خزعبلاتهم الإقصائية وتلبيسهم ثوب الطائفية والعرقية والقبلية لأي حدث أو قضية سياسية واقتصادية واجتماعية أيضاً وأبدعوا بزرع الفتنة والفرقى بالمجتمع ليحصدوا ثمارها انتخابياً عبر صناديق اقتراع الدمار الشامل!
القوى السياسية والتجمعات الشبابية والوسائل الإعلامية أصبحت مجرد ظواهر احتجاجية كلامية صوتية لا تملك مشروعاً إصلاحياً ينهض بالواقع المرير والمتردي الذي تعيش به البلاد منذ فترة ليست بقصيره واقتصر دورها على البيانات والتجمعات والندوات كردة فعل آنية لا أكثر أو أقل وأصبح من المضحك هو إنتقادهم لنواب الأمة دون أن يملكوا مجرد مقترحات (عملية) ذات خطوات واضحة المسير نحو التنمية والتطور والتقدم لهذا الوطن المتعطش لكل قطرة عطاء!!!
بعض أبناء الاسرة منشغلون بالاستحواذ على السلطات في الدولة وينافسون بعضهم البعض في كيفية مخالفة القوانين وبسط دولة المشيخة مع كسر دولة القانون والمؤسسات، من حقهم أن يطمحوا للوصول إلى الحكم ولكن عبر اجتهادهم بعملهم وعطائهم كمواطنين محترمين بعيداً عن دعمهم لمفتتي ومفرقي أبناء المجتمع وعن تشويههم للديموقراطية والسلطة التشريعية واقحامهما وسط صراعاتهم السطحية التي لا تنفعهم ولا تنفع وطنهم بل تدمرنا جميعاً!
شعب مستمتع جداً بانتخابهِ لممثليه في السلطة التشريعية لكي (يمثلوا عليه) بدلاً من ان يشرعوا له إصلاحاً ويراقبوا لهُ فساداً ليقضوا عليه!! شعب يعمل عكس ما يأمل ويرجو تماماً!! شعب يحارب الإقصاء قولاً ويناصرهُ فعلاً بانتخاب رموزه الطائفية من كلا الطائفتين!! شعب في كل اختبار لمادة ((الاختيار)) يخفق بامتياز!! شعب يجامل الفساد ويتسامح معهُ على حساب نفسه!! شعب يعشق تعذيب نفسه بنفسه!! وتالي؟!
ملاحظتان في بلادي يصعب فهمهما :
1 – أصبح النائب في البرلمان كـ(لاعب كرة القدم) في المنتخب رغم تقصيره وإخفاقه يعود لصفوف المنتخب بسبب توسط الإداري له، وها هو النائب رغم فشلهُ بالتشريع والرقابة يعود للبرلمان بتوسط الطائفية والقبلية المثبتة بإرادة الناخب (الشعب)!!
2 – أجزم بأننا الدولة المؤسساتية الدستورية الوحيدة التي يتم فيها توزير أحد أبناء الأسرة الحاكمة لكي يتعلم ويطور من نفسه وكأن الوزارة ومصالح العباد والبلاد حقل تجارب لمعاليه!! عاشت دولة المؤسسات.

Twitter : @m_joharhayat
Mjh_kuwait@hotmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.