أؤمن بصدق مقولة “من حق المواطن أن يتمتع بالأمن والأمان والحرية والاستقرار” لأنها تعكس محور النشاطات الرئيسية, والمتوقعة, من الحكومة والبرلمان, ومن يشاركون في النقاشات السياسية المحلية, ولكن من أجل أن يشعر المواطن الكويتي بالحرية والأمن النفسي والاستقرار المعيشي فمن المفترض أن يخفف البعض من جدلهم ومساجلاتهم العدمية, فلا يمكن اعتبار ما يجري حالياً في بعض جوانب ساحتنا المحلية من ديماغوجية مفتعلة وتشويه لوقائع محلية, وإلقاء اتهامات معلبة حول الفساد, أنها تؤدي إلى تكريس الامن النفسي والاجتماعي للمواطن العادي, بل أعتقد كفرد يعبر عن وجهة نظره الشخصية المستقلة, وليس له علاقة بأي من التيارات السياسية المحلية, أن أحد الآثار السلبية الناتجة عن احتدام الجدل العقيم, والمساجلات المدمرة, هو تأثيرها المباشر على مسيرة الحياة اليومية في الكويت.
فلا يساعد التأزيم و”التوتير” المتعمد لأجوائنا السياسية والاجتماعية المحلية في ترسيخ الأمن والأمان المطلوبين لتكريس حياة إنسانية متكاملة بالنسبة إلى المواطن العادي.
لا يحق لأحدهم, وبخاصة بعض الساعين إلى الترشح لمجلس الأمة أن يؤزم الأوضاع المحلية عبر بث خطابات سلبية وهدامة للغاية بهدف إفشال الطرف الآخر, وأن كثيراً من المؤزمين والساعين إلى الشهرة على حساب الاستقرار الاجتماعي يدركون طبيعة “مساهماتهم” السلبية, الا ان هناك بعضهم لايزال يصر على اعتناق مبدأ: “أنا ومن وخلفي الطوفان” ! والشخص الذي يملك هكذا آراء ضيقة الأفق يصور نفسه أنه دائماً على صواب والآخر دائماً على خطأ, ويصر على الانقياد الطوعي وراء نوازعه وميوله الشخصية السلبية من دون مراعاة أحياناً للثوابت الوطنية, أو لضرورة الحفاظ على مستوى مناسب من عقلانية الطرح حول الشأن المحلي السياسي.
من حق المواطن الكويتي أن يتمتع دائماً بالاستقرار النفسي, والاجتماعي, في بيئة وطنية بناءة وإيجابية تمكنه من ربط آماله وتطلعاته المشروعة بما يمكن أن يحققه في وطنه, فلا يملك أحدهم الحق في تشويه وقائعنا الاجتماعية بهدف تحقيق مصالحه الشخصية الضيقة ولا يحق لأحدهم أيضاً أن يرسخ الاحباط المفتعل, واليأس المفتعل, حول ما يمكن للمواطن الصالح أن يحققه لوطنه.
الكويت لا تزال جميلة في عيون أبنائها وبناتها, وبخاصة أولئك الذين يسعون ويبذلون الجهود النبيلة في سبيل تطوير مجتمعهم في مختلف المجالات والاصعدة, التعليمية والاجتماعية, والاقتصادية.
كمواطن حر ومستقل أملك الحق في أن أعيش في وطني آمناً ومستقراً, وأن أمارس مواطنتي الكويتية الايجابية.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق