طارق إدريس: الخروج السياسي الآمن

اعتقد اننا لم نصل إلى النضج السياسي الكامل وهذا يتضح عندما نواجه المشكلات المعقدة لتدارك الخروج السياسي الآمن والحفاظ على ترابط وتماسك حياتنا السياسية المستقرة, حتى نتمكن من المضي في الحل المنطقي, لأننا في الحقيقة نضع مصالحنا الشخصانية فوق الاعتبارات الأساسية والعامة والمصالح العليا التي تكون آخر اعتباراتنا لتحقيق المخرج الآمن سياسيا.
هذه هي الاعتبارات التي تتخذها الكتل السياسية في مواجهة المواقف, لذلك نجح بعض الأفراد في اتخاذ الموقف المنطقي الواضح في التاريخ البرلماني وبشكل شخصي فسجلوا بذلك سوابق تاريخية في تاريخ المسيرة البرلمانية والسياسية للخروج الآمن من الازمات, فهل ينجح البرلمان باتخاذ موقف جماعي يستبق الحدث السياسي للخروج الآمن من ازمتنا السياسية في الوقت المناسب لتحقيق المصلحة العامة قبل المصالح الشخصانية? نحن تعودنا على أن الحكومة هي التي يجب ان تكون في وجه المدفع وتتحمل هذا القرار السياسي للخروج الآمن, ولكن بالتأكيد سيأتي اليوم الذي نصل فيه إلى قناعة سياسية ناضجة تحقق المكسب الديمقراطي في اتخاذ هذا القرار للخروج الآمن الذي يحقق المصلحة العامة, ويحرج الحكومة إيمانا بان البرلمان هو الضمان والأمين على المصلحة العامة للحفاظ على المكتسبات الدستورية والسياسية, والأولويات الوطنية, عندما يقتنع الجميع بأنهم اخفقوا في تحقيق المصلحة العامة وحنثوا بالقسم الدستوري في المحافظة على القانون واحترام الدستور, وفشلوا في أداء واجباتهم الدستورية والسياسية, والاجتماعية. لذلك بات عليهم اتخاذ القرار الصعب لتحقيق الخروج الآمن للوضع السياسي.
إن تصحيح المسار السياسي بالتأكيد يتطلب نضوجاَ
كاملاً يقود العملية السياسية إلى بر الأمان, فهل هذا هو الوقت المناسب الذي يتحقق فيه لنا هذه الرؤية الأكثر فلسفة؟ وهل هذا هو البرلمان المثالي الذي يحقق لنا مثل هذا الطموح والنضوج السياسي؟

“طاح الحطب”… سياسياً!
هل سيكون حكم المحكمة الدستورية مخرجا سياسيا للتوافق حتى نستطيع أن نستخدم المثل الشعبي “طاح الحطب”؟ بالطبع نحن بالتأكيد نحتاج إلى مصالحة وطنية ونفسية حتى نقول: “طاح الحطب” في كل القضايا التي سببت لنا الأزمات تلو الأزمات, فهل سيكون حكم المحكمة الدستورية المنتظر فرصة ذهبية يمكن لكل السياسيين تحقيق مبدأ “طاح الحطب”؟!
في اعتقادنا إن الطريق السهل هو أصعب الطرق في المسار السياسي,, لذلك نحن دائما, ومنذ سنوات نتخطى الطرق الصعبة في مسيرتنا الديمقراطية ونختار بطريقة معقدة التركيبة البرلمانية, فمنذ انتخابات اكتوبر عام 1992, وهذه هي اختياراتنا الصعبة, لذلك نحن مررنا بمراحل انتخابية وتجارب سياسية حتى وصلنا إلى مرسوم “الصوت الواحد” الذي في تقديرنا حقق مبدأ “طاح الحطب” سياسيا نوعا ما, ولكن لايزال الطريق صعباً حتى هذه اللحظة الحاسمة.

*كاتب كويتي
mesaha_lelwaqt@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.