سامي النصف: أخطاء على الطريق

النقد الهادف يفيد في تصحيح المسار ولا يضر، وأعتقد ان على القائمين على حركة الإخوان المسلمين فرع الكويت، خاصة بعد اختيارها الصائب للمهندس محمد العليم امينا عاما لحركة «حدس» ان تقف لمراجعة مسيرة الحركة الأم التي تلقي بظلالها سلبا او ايجابا على دول المنطقة حيث انها، شاء من شاء وأبى من أبى، احد الروافد السياسية الرئيسية في المحيط العربي والاسلامي، ان صلحت صلح حال دولنا وشعوبنا وان فسدت او اخطأت في الاجتهاد او أخذتها العزة بالاثم، فسد حال دولنا وشعوبنا.

***

من سلسلة الأخطاء الكبرى التي لم تتم محاسبة القيادات عليها ومن ثم تم تكرارها، الاخذ بنهج الاغتيالات والتفجيرات في مصر الاربعينيات والتي راح ضحيتها شخصيات شديدة الوطنية امثال رئيسي الوزراء احمد ماهر والنقراشي باشا، ثم محاولة اغتيال عبدالناصر والخلاف الشديد مع حركة القومية العربية الهادفة لوحدة الأمة والتي ألهبت آمال الجماهير، بدلا من التحالف معها، وبعد ذلك أحداث سورية 82 والجزائر 92، وأنهار الدم التي دفعت لمعارك غير مستحقة وغير متكافئة نتيجة لاجتهادات الخارج غير الصائبة.

***

ومن الأخطاء التي كتبنا عنها في حينه، العمل كقفاز قط للحرب الاميركية ضد الوجود السوفييتي في أفغانستان ردا على هزيمة ?يتنام، ودفع الحركة الاسلامية ثمن حفل عشاء كان الداعي له والمستفيد منه القوى الغربية، ثم دعم الحراك الشيشاني الانفصالي في الدولة الروسية، وهو للعلم أحد أسباب الموقف الروسي الحالي من القضية السورية، ومثل ذلك الخطأ الجسيم بالاصطفاف خلف صدام العدو الاول للاسلاميين في غزوه الغادر للكويت وتهديده لدول الخليج الداعم الأول للحركة الاسلامية.

***

وهناك سلسلة الأخطاء القائمة في مرحلة ما بعد الربيع العربي التي أدت إلى الحال البائس الحالي والتي تراوحت بين عدم الرغبة في مشاركة الآخرين في الحكم واختيار شخصيات غير مناسبة للقيادة كحال الرئيس مرسي وخيرت الشاطر والخروج للشوارع بشكل دائم في الاعتصامات المدمرة للاقتصاد الوطني والمهددة بتفتيت الدول، وأخيرا مقاطعة استفتاء الدستور المصري وبالتبعية عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت الحركة الاسلامية تحظى فيها بأغلبية الى اقل من عامين مضيا، وقد بدأت الحركة الاسلامية نتيجة لتلك الأخطاء تفقد معاقلها الحصينة في الجمعيات والنقابات المهنية في مصر.

***

آخر محطة

1 – على المستوى المحلي لا توجد أخطاء جسيمة او مميتة كالحال في المحيط العربي وان كان هناك خطأ عدم المشاركة في انتخابات الصوت الواحد التي أبعدت رموز «حدس» عن الوجود في البرلمان، وقد تثبت الايام اضرار هذا القرار على الحركة.

2 – حالة اليأس من الاصلاح قد توصل كثيرين لرفع شعار، لماذا لا نجرب نهجا جديدا، فالوضع لن يصبح قطعا أسوأ مما نشهد، وهذا قد يصب في صالح بعض مطالب «حدس» الأخرى!

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.