كتب الزميل عبد اللطيف الدعيج قبل فترة مقالاً عنونه بـ«حريم الكويت.. مالت عليكم»، لان المرأة الكويتية حسب وجهة نظر بو راكان، وعلى مدى المجالس البرلمانية الستة الاخيرة انتخبت رجالاً لم يساهموا في تشريع قوانين تعطيها كثيرا من حقوقها، ومنها حقها بالسكن.
وانا اليوم اقول.. حريم الكويت.. وعليه عليكم، لان شوارع الكويت لا يطلق عليها الا اسماء الرجال، اما انتن فحرام وعيب.. ولا تفخر الكويت باسمائكن عليها.
المجلس البلدي يشطح وينطح كل يوم باسماء الشوارع، ولم يبق اسم لم يزينوا به شوارعنا الرئيسية والفرعية، ثلاثة ارباعها لا نعرف من هم، وان عرفناهم.. لا نذكر دورا رائدا أو بصمة تركوها في تاريخ الكويت، باستثناء انها تسكن المنطقة فقط لا غير، وانت وحظك اذا وجد عضو في المجلس يدعمك.. فأبشر باسم والدك او عمك مرزوز ثاني يوم في منطقتك.
أين نساء الكويت اللاتي تركن بصمة بيضاء ناصعة في تاريخ البلاد ونهضتها؟ أين نورية السداني ولولوة القطامي، أين مريم عبد الملك، اللاتي ساهمن في رفعة تاريخ المرأة بالكويت ودورهن في التعليم وحركة المراة؟ واخريات كثيرات سيطول الموضوع بذكرهن، يشهد لهن التاريخ، كل في مجالها، اين اسماء النساء في شوارع الكويت؟
هل التفكير المتخلف المنطلق من عبارة «اسم المرأة عورة» هو الذي يحكم عقلية من يقرر تسميات الشوارع؟
المرأة الكويتية في المجلس البلدي، بعد ان عملت بكل اجتهاد وضمير الى جانب زملائها بالمجلس البلدي، ولم تعين اي امرأة في آخر مجلس بلدي، تلك المرأة التي وقفت وقفة الرجال في تصديها للاحتلال العراقي، وهو اصعب مرحلة يتعرض لها الوجود الكويتي، دولة وحكومة وشعبا، حين القيت امام بيت اهلها معذبة ومشوهة، لانها اصرت على البقاء في بلدها، تدافع عن ترابه وترفض الخروج منه، حين ذابت ملامح جسدها بعد ان عذبت وشوهت والقيت على رصيف بيتها، في الوقت الذي كان بعض الرجال الذين زينت اسماؤهم شوارعنا اليوم خارج الكويت ينامون على ريش النعام، بعد ان غادروها خوفا او بعدا عن الحياة الصعبة فيها آنذاك.
كثيرة هي أسماء الرجال التي اطلقت على شوارع في مناطق الكويت، اكثر ما يقال عن دورهم العظيم هو انهم سكنوا المنطقة فقط لا غير، فيما غيبت اسماء نساء كويتيات كتبن بدمهن وعطائهن تاريخ بلادهن، ولكن يبدو ان من يجلس على كراسي المجلس البلدي ابعد ما يكون عن الوعي بهذا الدور واهميته.
نحن نساء الكويت لا نستعطف او نترجى اعضاء المجلس البلدي وغيرهم ان يتكرموا ويتعطفوا باطلاق اسماء نساء الكويت العظيمات على شوارع الكويت، ولكننا نطالبهم بشدة وقوة ان يلتفتوا لهذا الموضوع المهم، وكنت اتوقع من الجمعيات النسائية عندنا ان تلتفت لهذا الموضوع، وتسعى اليه لعل وعسى ان نجد موضوعا واحدا يجمعها، تسعى اليه مشتركة لمصلحة المرأة الكويتية كامرأة.. بغض النظر عن شكلها وملتها وتفكيرها وتوجهها.
اقبال الاحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق