نردد أقوالا وعبارات ومفردات تفيد بالمعاني السيئة والسلبية فتمضي إلى عكس ما نقصد من وراء الكلام.
نطلب من الشخص «التواضع» بقصد التباسط وعدم التكبر ونغفل أن أصل الكلمة «الضّعة» وهي الانحطاط واللوم والخسة والدناءة.
كما نردد أمثالا شعبية تعزز السلوك السلبي في المجتمع فنقول «أكل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس» فنرفع من قيمة النفاق الاجتماعي ونقهر قيم التفرد والحريات الشخصية.
ليس كل ما قاله القدماء نافعا، وكثير من الامثال الشعبية فقدت صلاحيتها، فأطباء الجراحة التجميلية أسقطوا المثل القائل «مالك الا خشمك لو كان أعوج» وبإمكانهم تقويم الأنف المعوج.
كما ينبغي التذكير بأن الحاجة ليست أم الاختراع ـ ولا خالته ـ مثلما كان يقول القدماء، بل القدرة هي أم الاختراع.
فالمريض الذي هو بحاجة للدواء لا يصنعه، بل الكيميائي يصنع الدواء في معمله وهو في كامل عافيته.
«تجري الرياح بما لا تشتهي السفن» مقولة من بيت شعر قاله أبوالطيب المتنبي فصار على لسان الناس مثالا شهيرا وقت كان المعنى سليما حين كانت السفن الشراعية تجري حسب الرياح التي تجري باتجاهات قد لا تتناسب ورغبة الربابنة والملاحين، أما اليوم فالمعنى سقيم مريض لا سليم معافى، فالسفن تجري بطاقة الوقود ولا شأن لها بالرياح.. تهب حيثما تهب.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق