أكد وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله ان أي مساس بأمن الأمارات هو مساس بأمن الكويت، وأي مساس بأمن أي دولة خليجية هو أيضا مساس بأمن الكويت، مؤكدا ان الكويت مع الشقيقة الأمارات، لأن المصير المشترك متجسد في تعاملنا مع أخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الجارالله في تصريح صحافي على هامش الاحتفال الذي أقامته السفارة الفرنسية مساء أمس الأول بمناسبة أعيادها الوطنية ان هناك تنسيقا أمنيا على أعلى مستوى بين دول مجلس التعاون في قضية مكافحة الارهاب، وأن هذه التنسيق سيتواصل، والكويت مرتاحة لمستوى هذا التعاون، نافيا في الوقت نفسه ان يكون لديه علم حول ماتردد عن منع بعض الكويتيين من دخول الامارات بعد اكتشاف الأخيرة لخلية ارهابية.
أما بشأن أتهام التلفزيون السوري لبعض الدول الخليجية بأنها وراء تفجير المبني الأمن القومي في دمشق، قال الجارالله: لا أعتقد ولا أتصور ان تكون هناك أي دول من دول الخليج وراء هذا العمل، لأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومنهجها في معالجة الوضع في سورية واضح ومعروف، ولهذا لايوجد داع للتدخل أوعمل أي شيء، ونحن نتمنى بالفعل ان يلتزم الجانب السوري بالنقاط الست لخطة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان، وأن يتمكن المجتمع الدولي من الإسهام في حقن دماء الشعب السوري الشقيق.
وحول زيارة وزير المواصلات والنقل العراقي للكويت، أوضح الجارالله ان هذه الزيارة تأتي في اطار ما اتفق عليه أثناء الزيارة الناجحة لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية للعراق في شهر مايو الماضي، حيث تم توقيع محضر شمل كافة أوجه العلاقات بين البلدين، لافتا ان الزيارة تأتي ترجمة لما اتفق عليه في هذه المحضر من حيث تعزيز وتطوير العلاقات وبحث مجالات التعاون مع العراق.
وعودة الى أجواء الحفل، وصف الجارالله العلاقات الفرنسية – الكويتية بالتاريخية ويرجع عمرها لأكثر من نصف قرن، كما انها متميزة وعميقة في ظل وجود مجالات للتعاون مختلفة ومتنوعة، وكلا البلدين حريص على تطويرها، لايمكن ان ننسى على الاطلاق دور فرنسا في تحرير الكويت.
علاقات راسخة
ومن جانبها أكدت السفيرة الفرنسية ندى يافي على عمق العلاقات الفرنسية-الكويتية، واصفه اياها بالراسخة وتشهد المزيد من التطورات، كما انها تعود لنحو نصف قرن ولم يعكر صفوها يوما أي سحابة.
وأردفت بالقول ان زياردة وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الأخيرة لفرنسا بمناسبة مؤتمر أصدقاء سورية، تؤكد ان التشاور السياسي مستمر بين البلدين لحرصهما على السلام والأمن الدوليين، لاسيما والتقارب الكبير في وجهات النظر حول القضايا الاقليمية والدولية.
وأشادت السفيرة يافي بحسن تعامل السلطات الكويتية فيما يتعلق بانشاء المعهد الثقافي الفرنسي بالكويت، مؤكده أهمية التواصل والحوار الحضاري والثقافي بين الشعوب، منوهه في الوقت ذاته الى التعاون المشترك والسائد بين البلدين في المجالات الأخرى.
وعن تداعيات الوضع السوري وتشبث النظام بالحكم، أكدت السفيرة يافي ان تشبث الرئيس الأسد بالسلطة غير مجد، خاصة وأننا قد أشرنا في أكثر من مناسبة أنه لابد من التحول السياسي الذي يرضي جميع الأطراف دون ان تعم الفوضى كما نراها الآن، خاصة وأن القمع الدموي هو من يولد الانفجار.ونحن نناشد آخر الجهات التي مازالت لها الدعم داخل النظام السوري ان تنأى بنفسها عن هذا القمع الدموي.
وردا على سؤال حول مصير صفقة طائرات الرافال مع الكويت اشارت الى ان المسألة بين ايدي السلطات الكويتية التي لديها السيادة في الخيار، مبينة ان بلادها لم تتلق حتى الآن اي رفض كويتي وما نستطيع قوله ان الرافال نجحت في الاختبار على ارض الواقع وقد اثبتت جدارتها في ليبيا.
الأسد انتهى
ومن جهته قال السفير الأمريكي لدى الكويت ماثيو تولر ان ما شهدته سورية أمس الأول هو بالتأكيد حادث رهيب ومؤسف، ولكنه يظهر حجم الأخطار التي يتسبب بها نظام الرئيس بشار الأسد بحق الشعب السوري والتي قادت في النهاية الى التفجير.
وأضاف: النظام السوري يعمل على تنفيذ سياسة توحي بأن هناك حلا عسكريا للأزمة، وهذا ما يخلق جوا من العنف في سورية، ونحن نطالب نظام الرئيس الأسد ان يمتثل في أسرع وقت ممكن لقرارات الأمم المتحدة وتسهيل عملية نقل السلطة في سورية، لأننا نريد لهذا العنف ان ينتهي في سورية وأن يرتاح الشعب السوري بزوال النظام، لأن نظام الاسد انتهى ولا يمكن لهذا النظام ان يستمر، ونتوقع من مجلس الأمن ان يتحمل مسؤولياته ويسارع في اصدار قرار يعود بعواقب حقيقية على النظام في حال لم يمتثل لقرارات الأمم المتحدة.
وعن اتهام السلطات السورية لكل من تركيا والسعودية وقطر واسرائيل بالمسؤولية عن تفجير مبنى الأمن القومي السوري، قال: نظام الرئيس الأسد هو المسؤول عن استمرار العنف في سورية، ولا أصدق ان هذا النظام سيستمر في نهجه باتهام الآخرين وتحميلهم المسؤولية عما يحصل في سورية حاليا.
وفيما يتعلق بحادثة السفينة الحربية الأمريكية التي اطلقت النار على زورق سريع قبالة سواحل الامارات، وأدى الى مقتل صياد هندي وجرح ثلاثة، قال السفير تولر: نأسف لسقوط قتلى وجرحى في هذه الحادثة، وبناء على المعلومات المتوافرة فالزورق تجاهل التحذيرات المتكررة التي أطلقتها السفينة الأمريكية، مما دفعها في النهاية الى الدفاع عن نفسها واطلاق النار، مؤكدا بأن التحقيقات جارية حاليا في هذه الحادثة، وستكشف كل الحقائق.
ونفى السفير تولر صحة ما تردد عبر بعض وسائل الاعلام أخيرا عن صفقة أسلحة محتملة قد تتم أو تمت بين الكويت والولايات المتحدة، وأكد انه لايوجد شيء جديد على الاطلاق في التعاون الأمريكي الكويتي في مجال صفقات السلاح.
قم بكتابة اول تعليق