تعود الجلسات المباشرة بين الأطراف اليمنية المختلفة المشاركة في المشاورات التي تستضيفها الكويت برعاية الأمم المتحدة إلى الانعقاد في قصر بيان اليوم مجدداً بعد مرور 10 أيام على انطلاقها الذي تراوح بين مد وجزر.
ولم تفتر عزيمة المبعوث الأممي الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد طوال الأيام العشرة الماضية في المضي قدماً لوضع أرضية صلبة تساعد في انهاء الأزمة في اليمن ومعاناة شعبها من صراع دام سنوات عديدة.
تسوية الأزمة
وتندرج «مشاورات الكويت» بين القوى السياسية الممثلة في وفد الحكومة اليمنية والمؤتمر الشعبي العام وأنصار الله في إطار جهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد سبل كفيلة بتسوية الأزمة اليمنية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وكان ولد الشيخ قد عقد أمس مشاورات «منفردة» مع ممثلي الوفود اليمنية الثلاثة جرى خلالها بحث مضمون الإطار العام الذي اقترحته الأمم المتحدة وتوافقت عليه الأطراف اليمنية بشأن هيكلية وإطار العمل بالنسبة للمحاور السياسية والأمنية والاقتصادية في المرحلة المقبلة.
وأثمرت هذه الجهود لتقريب وجهات النظر بين المتفاوضين عن ترتيب لقاءات مباشرة بين الأطراف اليمنية اقتصر بعضها على رؤساء الوفود اليمنية وبعضها الآخر شارك فيه أعضاء من كل فريق لمناقشة مختلف القضايا المطروحة على جدول الأعمال في ضوء تثبيت وقف إطلاق النار.
وجددت الأطراف اليمنية خلال المشاورات التزامها بالتعاطي الإيجابي مع مقترحات ولد الشيخ بشأن استكمال الجهود للتوصل الى حل سلمي شامل في اليمن.
وكان وفد الحكومة اليمنية قد أكد في بيان صادر عقب جلسة المباحثات التي جرت أمس الأول انه اجتمع مع ولد الشيخ وقدم له تصوراً خاصاً بالانسحاب وتسليم السلاح وتشكيل اللجان الأمنية مع تفصيل للمراحل وتسلسلها الزمني.
وأضاف ان المباحثات شهدت تطورات عديدة ناقشت خلالها حكومة اليمن أبرز النقاط التي احتوتها الورقة المطروحة وطلبوا آراء الخبراء الأممين في بعض جوانبها.
وذكر انه ناقش كذلك مع ولد الشيخ جملة من القضايا على رأسها الإجراءات الاقتصادية العاجلة لحماية الاقتصاد اليمني مجدداً في الوقت ذاته الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي، والالتزام بخيار الحوار السلمي كحل أوحد للقضايا العالقة.
وأوضح انه سلم ولد الشيخ ورقة بتصور حكومة اليمن لكيفية معالجة القضايا الأمنية والسياسية في المرحلة المقبلة.
تصور الحوثيين
وحسب المعلومات المتداولة، فقد طلب ولد الشيخ في المقابل من وفد ممثلي «الحوثيين- صالح» تقديم رؤية مفصلة بشأن النقاط الخمس للحل السلمي التي تضمنها القرار الاممي 2216، كما فعل وفد الحكومة اليمنية.
وتنص النقاط الخمس على انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الاخير من عام 2014، وبينها صنعاء، وتسليم الاسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والاسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.
حرص على الإيجابية
نقلت مصادر قريبة من المشاورات حرص الاطراف المشاركة على ضرورة الحفاظ على الاجواء الايجابية، التي خيمت على جلسات المباحثات في اليومين الماضيين، والانخراط في المشاورات بحسن نية ورغبة في السلام لإنهاء معاناة الشعب اليمني.
قم بكتابة اول تعليق