احمد الجارالله: كي لا تبقى الكويت رهينة الفاجرين

هل بعد سقوط الزيف الذي بنت عليه ميليشيا الابتزاز السياسي ستراتيجيتها لتشويه سمعة الناس وهدر كراماتهم يمكن القبول بما تمليه هذه الجماعة في ما يتعلق ب¯”مجلس 2009″ وبتر ولايته التي قالت المحكمة الدستورية كلمتها فيه? وهل لغالبية مجلس خُلع هو ورئيسه ان يفرض اجندته على البلاد لأنها تتقن فن الصراخ والتهويل?
اثبتت الاحداث في الايام القليلة الماضية انه لم يعد مقبولاً, شعبياً, الاستمرار في الخضوع لاملاءات مجموعة التأزيم, واعدام مجلس الأمة المنتخب دستورياً نزولاً عند رغبتها, بل إن مطلب الشعب, الآن, الافساح في المجال لهذا المجلس لإكمال مدته حتى آخر يوم فيها, ففي ذلك يمكن للدولة ان تعيد فرض هيبتها التي رأينا كيف حاول أولئك النواب هدرها بكل دم بارد.
الآن, بعد ان اتضحت الرؤية أمام اكثرية الشعب الكويتي لم يعد هنالك مجال لتجاهل الدولة موقف هذه الاكثرية والرضوخ مجدداً لمن فقدوا مصداقيتهم السياسية, خصوصاً بعد انقلاب بعضهم على نفسه امام المحكمة في قضية اقتحام مجلس الامة وتمترسه خلف حصانته باعتباره من نواب مجلس 2009 رغم مجاهرته قبل ساعات من مثوله امام المحكمة باستقالته من المجلس الذي اطلقوا عليه “مجلس القبيضة”.
لا شك ان غالبية المجلس المخلوع التي فازت بانتخابات غير دستورية ومن خلال اجندات مبالغ فيها ستقاتل بكل ما اوتيت من قوة لفرض وجهة نظرها, والاستمرار في خداع الناس بشعارات “القبيضة” و”الايداعات” وغيرها, كما لن تتراجع عن المس بالكرامات, لادراكها أنها بغير ذلك لا حياة سياسية لها, حتى رغم معرفتها المسبقة ان التحقيقات والادلة تنفي ما ذهبت اليه في اتهاماتها لمجتهدين في خدمة البلاد بصدق واخلاص.
ميليشيا الابتزاز هذه ستبقى على سيرتها مادامت لم تجد من يردعها, وأولى خطوات الردع تكون بقرار النائب العام في حق من اتهموا, أكان بما عرف ب¯ “القبيضة” او “الايداعات” حتى تهجع القلوب, فإذا ادينوا نالوا عقابهم, وإذا كانوا ابرياء يعاد اليهم اعتبارهم, ويقفل احد اكثر الملفات سوداوية في تاريخ الكويت, وهو الملف الذي لوثت من خلاله سمعة أناس لم يجدوا من يرد إليهم حقهم بسبب ما تمارسه تلك الميليشيا من ارهاب على كل مؤسسات الدولة.
نعم, الناس في الكويت ينتظرون قرار النائب العام في هذه القضية المصيرية, كما ينتظرون رفع سيف اعدام مجلس 2009 عنه ليكمل ولايته ويصلح ما افسده المجلس الملغى ورئيسه المخلوع, وبغير ذلك لن تخرج البلاد من دوامة الازمات, وستبقى رهينة ابتزاز جماعة فاجرة سياسيا لا تقيم وزناً لمصلحة الوطن انما همها الوحيد الغرف من ثرواته بالابتزاز والخداع.

أحمد الجارالله
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.