إقبال الاحمد: خلوا الكويت على صوب

مبارك الشهر على كل القراء.. ومن لا يقرأ أيضاً.. تهاني رمضان ضربت على وتر عندي.. تعرفون ليش؟

لأن كثيراً من التهاني وصلتني وتصل الكثيرين غيري كانت إشارة إلى أن صاحبها على نية الترشيح، خصوصاً من هم أعضاء سابقون في مجلس الأمة المبطل أو ما قبله.

وتبدو ظاهرة تبادل قوائم أرقام المشتركين أو شرائها من الجهات المختصة مزعجة بعض الأحيان، خصوصاً أن كثيراً منها، أي الرسائل، خصوصاً إذا كانت تهاني.. هي مقدمة لبحة الانتخابات وإسهال المسجات التي ستبدأ مع بدء الحملات الانتخابية.. لا تنسوا مرشحكم الفلاني.. الكويت هي أولاً وأخيراً.. مرشحكم فلان الفلاني.. إلا الكويت.. المرشح الفلاني.

ومن المضحك أن بعض النواب لا يتذكروننا إلا إذا أحسوا بحاجتهم لنا.. قصدي لأصواتنا.. مع اقتراب أو اشتمام رائحة انتخابات مقبلة، وهذا يحصل، أيضاً، في اللقاءات بالناخبين والناخبات، الذي غاب عن كثير من النواب السابقين طيلة الأشهر السابقة التي أعقبت حل المجلس الأخير، وما حصل من تطورات مهمة جداً في الحياة البرلمانية، وتغير توجهات وتقلب مواقف.. فلم يتذكر العازمون على الترشيح قواعدهم الانتخابية إلا في هذا التوقيت، خصوصاً من لم يلتق ناخبيه وناخباته من قبل.

ومن حقي وحق كل الناخبين أن نسأل: أين كنتم أيها النواب عندما تغيرت وتبدلت مواقفكم؟ أين كنتم عندما أخذتم جانب هذه القائمة أو تلك المجموعة؟ لماذا لم تلتقوا بمرشحيكم لتشرحوا لهم أسباب هذا كله؟ حتى وإن لم تغيروا توجهاتكم ومواقفكم، ألم يكن من باب احترام الناخبين أن تلتقوا بهم لتوضحوا لهم وجهة نظركم مما يدور في الساحة ومن التطورات التي شهدتها الساحة المحلية والمطبات الكثيرة التي مررنا بها في الأيام السابقة، أم أن اللقاءات مع الناخبين لا تكون إلا إذا أردتم أنتم، وحسب مصالحكم، أن تلتقوا وحسب مزاجكم؟

لم يفكر أحد منكم أن يدعو إلى لقاء مفتوح مع ناخبيه.. ليستمع فقط ويجيب عن تساؤلاتهم.. ليقولوا هم ويسمع هو.. وأنا هنا لا أخص الرجال المرشحين فقط، بل النساء أيضاً.. فاذكر أنني عتبت على النائبات الأربع خلال مجلس 2009 عدم لقائهن بناخباتهن في دوائرهن الانتخابية والاستماع إليهن بين فترة وأخرى.. وللأسف لم أسمع رداً من أي من نائبات مجلس 2009، ولم أسمع أن أي منهن التقت ناخباتها في مبادرة ذاتية منها في ذلك الوقت. أي في الظروف العادية.. فالقواعد الانتخابية تحتاج وتريد أن تلتقي نائبها، الذي وصل بفضل أصواتها بين وقت وآخر ليستمع هو إليهم.. بعد أن استمعوا إليه بما فيه الكفاية خلال الحملات الانتخابية.

على العموم.. التهاني وغيرها مو هي اللي راح تزيد قناعتي بأي مرشح أو تدفعني إلى انتخابه.. والكثير من الناخبين الواعين لا يهمهم ان هنأهم المرشح أم لا.. أو خصهم برسالة هاتفية تتمنى لهم صوماً مباركاً وعيداً سعيداً، ستزيد من شعبيته.. وتزيد من قناعتهم به.. لا فهذا النوع من الناخبين يريد المرشح الجاد صاحب الرؤية.. الذي يحترم مبدأه ويفخر بمواقفه.. المرشح الذي لا يغير كلمته ولا يقلب مواقفه حسب موجة مصالحه وبوصلة حساباته الخاصة.. وهذا النوع من النواب للأسف تكاثروا في المجالس الأخيرة، وتوالدوا بشكل مخيف، فكانوا المعول الذي هدم أصول العمل البرلماني الشريف والمخلص الذي لا يرى سوى مصلحة هذا البلد وأهله.

على العموم.. خلونا من كل هالشكليات ونركز على المهم.. ما هي البرامج الانتخابية القادمة؟ وما هي الرؤية الجادة لتنفيذها؟ والله يخليكم.. خلوا كلمة الكويت ترتاح شوي على جنب في شعاراتكم الانتخابية المقبلة.. وهاتوا ما عندكم من جديد.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.