سامي النصف: المسلمون فى رمضان واليابانيون فى المحن

أتى الإسلام العظيم ليتمم مكارم الاخلاق، كما فرض الصيام في رمضان ليطهر النفوس من الشرور فلا اثم ولا فسوق ولا عدوان فيه، ومع ذلك نرى في الشهر الفضيل من بعض المسلمين ممارسات بها غضب شديد وقلة عمل وفوضى في الشوارع والجمعيات والاسواق رغم ان ديننا يحثنا على النظام والاحترام والرحمة والقدرة والتضحية والرفق واتقان الاعمال عبر التدريب المستمر، وقد قال الامام محمد عبده عندما زار باريس قبل مئة عام «وجدت عندهم مسلمين دون اسلام وعندنا اسلام دون مسلمين».
***

اليابانيون شعب علماني في الاغلب وقد لوحظ عليهم عشرة اشياء ابان محنتهم الاخيرة مع المفاعل النووي هي:

1 – الهدوء: فلا منظر للنواح او الصراخ فالحزن لديهم هدوء وسكينة وسمو.

2 – الاحترام: طوابير محترمة للحصول على الماء ومستلزمات الحياة فلا كلمة جافة ولا تصرف جارحا ولا تصارع او تسابق بين الجموع.

3 – القدرة والاحتراف: عمارة فائقة الدقة والقوة مبنية بضمير فالمباني تأرجحت ولم تسقط.

4 – الرحمة: الناس اشتروا فقط ما يحتاجونه لقوت يومهم كي يستطيع الجميع الحصول على كل شيء.

5 – النظام: لا فوضى في الطوابير ولا تزمير في الطرق والشوارع بل استيعاب تام لما يحدث وتفهم للحالة الانسانية القائمة.

6 – التضحية: خمسون عاملا ومهندسا ومسؤولا اثروا البقاء رغم الخطر الماحق في المفاعل النووي يضخون مياه البحر فيه بغرض تبريده منعا للانفجار، ماذا لو حدث امر مماثل في دولنا؟!

7 – الرفق: المطاعم خفضت اسعارها (لدينا يحدث العكس تماما فتستغل الكوارث لمضاعفة الاسعار وجني الربح الحرام)، أجهزة الصرف الآلي تركت للمحتاجين فقط وتفرغ الاقوياء لانقاذ الضعفاء، لا للدوس عليهم كما يحدث في بلداننا!

8 – التدريب: عرف الكبار والصغار ما يفعلونه بالضبط فأصبحوا قيمة مضافة لقوى الانقاذ.. لا عالة عليهم!

9 – الإعلام: أظهر احترافا شديدا وتحكما رائعا بالمشاعر، فلا اظهار للصور الانسانية المرعبة ولا مذيعين تافهين يصارخون ويولولون بل احترام للضحايا واسرهم وتقارير اعلامية هادئة ومحترفة.

10 – الضمير: عندما انقطعت الكهرباء في المحلات، لم يسرقها الزبائن بل اعادوا ما في ايديهم الى الرفوف وخرجوا بهدوء.

***

آخر محطة:

1 – تقرير للشرطة اليابانية يظهر ان الناس وفرق الانقاذ اعادوا لمراكز الشرطة ما مجموعه 86 مليون دولار جمعوها من جثث الموتى والمباني المهجورة بينما يتسابق الناس لدينا وحتى في بعض الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وأوروبا لسلب الجرحى والموتى عند وقوع الكوارث الطبيعية والانفجارات.

2 – الفضيلة تنبع من ضمير الناس وكيفية تربيتهم بأكثر من ارعابهم وتخويفهم والذين ينجحون دائما بالتلاعب عليه، لذا استحق الشعب الياباني المتمسك بالحس الانساني والاخلاق الراقية تقدير واحترام شعوب الارض جمعاء واذا كان ديننا الحنيف قد حثنا على طلب العلم حتى من الصين فلنتعلم الاخلاق الحميدة حتى من الافاضل من اهل اليابان!

3 – ما سبق أتانا بتصرف برسالة على الانترنت!

samialnesf1@hotmail.com
لبمصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.