أبرز مفاجآت وزارة الشيخ جابر المبارك الجديدة القديمة هو دخول الدكتورة رولا عبدالله دشتي الوزيرة المحللة.
حسب معلوماتي المتواضعة ان اختيار الدكتورة رولا جاء في الربع ساعة الاخير. فالحقيبة عرضت على اكثر من واحد ولكن بين الراغب والممتنع صفت الحقيبة اخيرا على رولا، وللعلم لم تكن رولا راغبة ولا ساعية للوزارة، وما قبلت الا بتدخلات وضغوط، فكما يبدو ان هذه الوزارة عمرها قصير ومهمتها محدودة، وبالتالي في مثل هذه الوزارة هو انتحار سياسي او انتهاز سياسي، وفي الحالتين الخاسر هو الوزير الذي لم يستطعم حلاوة المنصب ولا مرارته ولم يستشعر بدفء الكرسي.
دخول رولا الوزارة هو مكسب للوزارة لا مكسب لها، فالمنصب لايغير من واقعها شيئاً، فهي سيدة اعمال واستاذة جامعية وخبيرة في الاقتصاد وناشطة سياسية وبرلمانية وناشطة على مستوى مؤسسات المجتمع المدني المحلي وكذلك حضورها على المستوى العالمي، وبالمقارنة بينها وبين الد خصومها السياسيين لا مقارنة فهي القامة العالية وهم اقزام من حولها.
من حسن حظ رولا انها تولت المنصب الوزاري في غياب مجلس الامة وفي غياب الخصوم والمراجعين الذين يغطون خيبتهم وفشلهم بالتشهير والتعرض للناجحين ولكن ذلك قطعا ليس معناه ان الطريق سالك امامها، وانها ممكن ان تنجح فيما فشل في تحقيقه السابقون.
فالتنمية في الكويت مثل قصة من اقاصيص الخيال، التي يمكن للمرء ان يتخيلها لكن لايراها على الواقع فنحن نسمع برصد مليارات الدنانير للتنمية ونسمع او نقرأ بالخطط الزمنية السنوية والعشرية والعقدية للتنمية، لكن التنفيذ على ارض الواقع ماميش هذا جانب والجانب الاخر الحديث عن التنمية في الكويت ولدى الدوائر الحكومية ينحصر في التنمية الكونكريتية وحتى هذه التنمية معطلة او لا تنجز في الفترة الزمنية المحددة. اذن ماهو الحل..؟!!
هنا يحضر دور الوزيرة رولا وهنا تتجلى قدراتها واحاديثها عن كويت المستقبل وعن المشاريع الصغيرة وعن دور الشباب التي كانت تشنف آذان مشاهديها عبر احاديثها واللقاءات التلفزيونية وعبر الندوات الانتخابية، فالتنمية ليست بالتنمية الكونكريتية، وانما التنمية الحقيقية هي ماقامت على استغلال الطاقات البشرية الوطنية الشبابية، التنمية بالتعليم المتطور الجيد بدءاً من دور الحضانة وانتهاءً بالتعليم الجامعي، التنمية تتحقق بالتدريب ونزول الشباب الى القطاع الخاص وتحقيق طموحهم بعيدا عن الوظيفة الحكومية. التنمية تتحقق بتوفر العمل بعيدا عن الوظيفة الحكومية. التنمية تتحقق بتوفر العمل وللمخرجات التعليمية والقضاء على البطالة، نريد شبابنا ان ينخرط في كافة القطاعات المهنية والحرفية لقد بنيت الكويت على سواعد اهلها وعلى جيل الشباب ان يعتبر من كفاح البناة من الرعيل الاول.
لقد ظلت التنمية في الكويت مثل الابن غير الشرعي الذي لا أب له وعلى رولا ان تعيد للتنمية شرعيتها واعتراف الدولة بها وبأبوتها الحقيقية.
التنمية في الكويت مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة اذا توافر الاخلاص والهمة الصادقة فهل تحقق الوزيرة رولا مافشل في تحقيقه الوزراء السابقون؟!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق