خلف: إلى متى في أَسْر «غوانتنامو».. 10 سنوات بلا تهمة ولا محاكمة

بعد أحداث 11 سبتمبر اعلنت الولايات المتحدة حربها على الارهاب وبدأت بالارهابيين الافغان ومن انتسب لهم.. يرتدون ملابس افغانية رثة، لا يمكن ان يميزهم احد، فهم غير عسكريين ذهب بعضهم للتدريب على القتال.. وتدربوا على صناعة المتفجرات وقدموا الى العراق واليمن للبحث عن الجنة الموعودة ومعارك الطائفية.
الحرب الامريكية اخفقت واخذت تتخبط خبط عشواء لانهم في ملابس مدنية متشابهة حتى وافقوا هذا القول: «تكاثرت الظباء على خراش فلا يدري خراش مايصيد» واقتيد الى غوانتنامو خليط من الغرباء منهم المقاتلون الذين خضعوا لغسل المخ بوهم الذهاب الى الجنة عند التفجير ومنهم من اعد لقتال طائفي، ومنهم من كان في لجان خيرية، وهناك اغبياء وسذج وأبرياء.. والقاعدة ليس لها ازياء عسكرية بل هم في لباسهم الوطني يصعب تمييز المستهدف.. لذا فجرت كهوف كان يستجير بها المواطنون مع عائلاتهم ونسفت منازل وقرى واودية، حتي صارت الطائرات تقصف بصواريخها بطرق عشوائية.. فذهب اثر ذلك الكثير من الابرباء معهم اغراب كثير..
وكما كان اسامة بن لادن مع اسرته وزوجاته هناك من صحب زوجته وابناءه وعند احتدام الحرب عاشوا في تشرد وذاقوا العذاب والرعب في الجبال الوعرة وكانت المتفجرات تقذف في افواه الكهوف وهناك من اختطف على يد الباكستانيين والافغان وباعوهم كأرقاء وسبايا، وعرضوا في اسواق النخاسة، كما كان في العهود السابقة. ان السجناء الكويتيين هم مجرد عينة وصفهم مسؤول امريكي استخباري مخضرم بانهم «بقايا حطام سفينة» اعتداءات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا لاقى فيها 3000 شخص حتفهم غدراً وادانتها منظمات العفو الدولية وحقوق الانسان في كل مكان واهتز العالم لبشاعة هذا الحدث فانطلقت القوى العسكرية الامريكية كالاسد الجريح الذي اخذ يتخبط خبط عشواء لعدم رؤية الاهداف المطلوبة.
وسقط الكثير من الابرياء وفر الكثير نحو الحدود البعيدة بوسائل النقل البدائية، وتقافزت رؤوس طالبان كالفئران عندما تغرق السفينة فالقى القبض على قتلة وابرياء وسذج ومغفلين..
واجه المقبوض عليهم حالة فريدة لانهم غرباء عن موطن الحدث وكان المفروض ان يحاكموا في افغانستان، وغرباء عن موطن القابضين عليهم ليس في ارض تابعة للولايات المتحدة الامريكية.. هم في قاعدة مستأجرة لاتخضع للوطن لان القوانين الامريكية قد قيدت انطباق الدستور لجهة افعال الحكومة الاتحادية خارج الولايات المتحدة، المتعلقة بالرعايا الاجانب لكن القانون الدولي ومن ضمن الاحكام الواردة في العهد الدولي بالحقوق المدنية والسياسية، والذي صادقت عليه الولايات المتحدة في عام 1992 ينطبق على الاشخاص الخاضعين للولاية القضائية لدولة هي طرف فيه حتى لو كانوا خارجها، فالمادة رقم 1/2 من العهد المذكور تنص على انه تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد باحترام الحقوق المعترف بها فيه وبكفالة هذه الحقوق لجميع الاطراف الموجودين في اقاليمها والداخلين في ولايتها دون اي تمييز بما في ذلك بسبب الاصل القومي.. وصرحت لجنة حقوق الانسان، وهيئة الخبراء التي شكلها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لمراقبة تنفيذ الاتفاقية.
امام هذه الاجراءت القانونية المعقدة مضت عشر سنوات على اعتقال فوزي خالد العودة، وفايز الكندري، والمساعي التي قام بها صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد حفظه الله وجهود سابقة للمرحوم الشيخ سالم صباح السالم، رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمرتهنين، ومعالي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، وسعادة سفير دولة الكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وجهوده في متابعة من اسر في غوانتنامو وجهود الاستاذ خالد العودة رئيس لجنة اهالي المعتقلين، رغم محنته في اسر ابنه فوزي وزميله فايز الكندري مدة عشر سنوات بلا تهمة ولا محاكمة.

عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.