نقل «الاختراع العجيب» فرض هيمنة وقتل للفرح

ما حدث حول مسرحية «الاختراع العجيب» وطلب نقل عرضها من مسرح تنمية المجتمع في صباح الناصر أو وقفها على الفور يجب أن نلتفت إليه بطريقة جدية، خاصة ما كان من صمت الفنانين والنقابة حول هذا الموضوع، فمنع عرض مسرحي مخصص للأطفال في مسرح مخصص لهذا الغرض من دون أي أسباب.. هو كبت للحريات وقتل للفرح ومنع الأطفال من الابتسامة.

القبس سألت المنتج أحمد إيراج حول الموضوع فأشار إلى أنه التقى وكيلة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المساعدة للتنمية الاجتماعية منيرة الفضلي وطلب منها توفير بديل لمسرح صباح الناصر لكي يعرض مسرحيته، فقدموا له مسرح تنمية اليرموك، ونفى أنه تلقى تهديدات لإيقاف العرض.

تهديد وضغوط

وسألنا وكيلة التنمية في وزارة الشؤون حول الأسباب التي أدت إلى نقل إيراج عرض مسرحيتها إلى اليرموك مع أن هذا المسرح غير مخصص للعروض التجارية وهل تعرضت كوكيلة لضغوط من أجل إيقاف العمل فأجابت بأن إيراج هو الذي طلب نقل المسرحية ولم تتلق الوزارة أو هي كوكيلة أي ضغوط، بل كان النقل بمحض إرادة إيراج.

خارج هذه التصريحات كان الأمر مختلفا عن التصريحات التي ذكرها أصحاب الشأن، حيث علمت القبس أن إيراج تلقى تهديدا من مجهولين بأنه سيعرض نفسه ومن معه لمتاعب، الأمر الذي جعل إيراج يسرع بطلب نقل المسرحية أو إيقافها إذا استدعى الأمر، كما رفضت الفنانات المشاركات في العمل – وفق ما ذكره أحد المشاركين في العمل – الذهاب إلى مسرح صباح الناصر خوفا من أي مشاكل ممكن أن يقعن فيها، وخوفا من أن يتعرض لهن أحد هناك.

صمت النقابة

والمشكلة الكبرى في هذا الموضوع هو خوف الفنانين في الوسط الفني كله من التحدث في هذا الموضوع، فبعض من اتصلنا بهم فضلوا الصمت وعدم الخوض في هذه القضية وتحججوا بأنها قضية خاصة بإيراج، وبعض آخر فضل الصمت وقال «طلعني من الموضوع».

ونستغرب في هذا المجال الصمت المطبق لنقابة الفنانين التي سقطت أمام أول اختبار حقيقي لها، فإيقاف مسرحية مجازة في مكان مخصص من غير أسباب يعني كبتاً واضحا للحريات وتدخلاً في مهام السلطات المختصة وفرض هيمنة غير صحيحة في المجتمع، وكأن أولئك الذين طالبوا بإيقاف العرض أو الذين هددوا باتخاذ أساليب أخرى لإيقافه أوصياء على المجتمع، فأين دور النقابة في هذا الموضوع، ولماذا لم تتحرك إلى الآن، وهل تحتاج إلى أن يطلب منها القيام بالتدخل؟ مع أن ما يحدث هو قتل للإبداع والفرح عند الأطفال، ويمكننا هنا أن نسأل هل سكن رئيس النقابة د. نبيل الفيلكاوي في المنطقة نفسها له دخل في سكوت النقابة إلى الآن؟

اتهامات باطلة

وقالت وكيلة التنمية في الوزارة منيرة الفضلي ان المعترضين قدموا لها كتابا ذكروا فيه أن المسرحية تشوش عليه الصلاة، وصوت الموسيقى مرتفع، بينما قال إيراج إنهم لا يبدأون إلا بعد صلاة التراويح خصوصا أن عددا من الفنانين المشاركين يؤدون صلاة التراويح في المسجد، واستغرب إيراج في الوقت نفسه أن يقحم موضوع الطائفية هنا.. فما ذكر في تويتر حول قصد المسرحية التشويش على صلاة التراويح من منطلق مذهبي عار عن الصحة تماما فغالبية الموجودين في العمل يؤدون التراويح في المسجد.

وفي مجال آخر قال مصدر في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – رفض ذكر اسمه أيضا – إن المسرحية مجازة وليس فيها أي تجاوز أو انتهاك لحرمة المجتمع، كما أنها لا تحتوي على أي شيء يسيء إلى الوحدة الوطنية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.