إقبال الاحمد: حجي وخالتي وعمي

بعيدا عن السياسة ومقتها.. اكتب اليوم عن موضوع خفيف الدم وحساس في الوقت نفسه.. يعاني منه الكثيرون ولا يتحدثون عنه.. يتلقاه البعض بصدر رحب والبعض الآخر بغضب عارم.. البعض منا يمارسه من باب الاحترام والخوف من الاحراج والآخر يمارسه من باب الغباء.. بعضنا يسمعه فيضحك وآخر يعتب.
كثيرون وايضا كثيرات من النساء والرجال لديهم حساسية من كلمة خالتي أو عمي.. ففي الوزارات مثلاً يشتكي بعض الناس من ان الموظفين هناك ينادونهم بخالتي أو عمي.. وقد دخلت في حوار مع احدى السيدات التي ترعبها كلمة خالتي، باعتبار انها لا تكبر كثيرا بالسن عن الموظفة أو الموظف.. وحاولت اقناعها ان هذا الموظف أو الموظفة تناديها بخالتي من باب الاحترام.. ولأنها تجد صعوبة في ان تناديها باسمها حاف أي دون لقب سابق.. ولكنها أي تلك السيدة أصرت ان هناك بدائل كثيرة.. حيث يمكنها أن تناديني بالسيدة أو دون أي لقب.. فذلك أفضل لي ألف مرة من كلمة خالتي.
ولا ينحصر الموضوع فقط بالنساء.. فقد استمعت لشكاوى كثيرة من رجال خط الشيب لحاهم او شواربهم.. فتحولوا من السيد فلان او الى عمي او حجي.. وهذا يسبب لهم قلقا ونفورا.. وكأن الشيب لم يكف لاعلان الكبر.. ليأتي من يناديه حجي او عمي.
وانا هنا لا اتحدث عن العلاقات الاسرية او المعارف.. ولكن الشكوى هي ممن يلتقونهم في الشارع او في المناسبات او في مواقع العمل.. وان كان الموضوع له من الحساسية اكثر عند بنات حواء، الا انه يبدو ان جماعة آدم ينفرون منه ايضا وبشكل كبير.
ويبدو المشهد مضحكا عندما تفاجأ الواحدة بمن تسلم عليها تقول هلا خالتي.. فترى عينيها وقد جحظتا من مكانهما.. وبدأت تلتفت يمينا وشمالا.. وما ان تقع عيناها على من بجانبها حتى تقول بصوت خافت ويكاد يسمع.. خلي جنبك ان شاء الله.. متحاليه عمرها تقول لي خالتي.. وما ان تخرج الضحية حتى يكون موضوع خالتي هو المتسيد في الساحة.. فتبدأ كل واحدة برواية موقف حصل لها من فلانة التي لا تكبرها بكثير.. ويبدأ التحلطم بالكويتي.. حتى تطرح الحلول، انه من الافضل ان يتم الاستغناء عن كلمة خالتي مهما كان عمر الواحدة .. ولا افضل من ام فلان التي تزيل كل الاحراج.
وبالفعل ومن واقع التجربة فقد اثبت هذا الحل جدواه.. فالانسان لا يعرف اذا كان من امامه يتقبل كلمة خالتي او عمي او حجي.. اما ان تناديه بابو فلان فذلك لن يثير اي حساسية.. بل بالعكس سيكون مصدر احترام.
انا ما زلت عند موقفي ان من يناديك بخالتي او عمي او حجي هو من باب الاحترام فقط.. والاحراج من كيفية مخاطبة الاكبر سنا دون لقب سابق يعبر عن هذا الاحترام والتقدير.. ولكن ليس كل الناس سواء في تقبل هذا الموضوع.. وهنا تكون المشكلة.
للعلم فقط.. كتبت المقال بناء على طلب الكثيرين.. رغم اني انا شخصيا لا امانع ابدا انا يناديني من هم حتى بسني بخالتي او حتى.. حجية
* * *
البلدية تفرض الف دينار غرامة غش القرقيعان.. وماذا عن غش الوظيفة.. الاعمال متوقفه في معظم الوزارات الخدمية..الشؤون الموانئ.. التجارة وغيرها.. لا انجاز معاملات ولا عمل ولا تخليض اوراق.. الكل يشتكي عدم الانجاز اما لعدم العمل بامانة او العمل لنصف او اقل من الساعات المقررة التي لا تتجاوز اصلا اربع ساعات.. وكل ذلك لان الموظفين صيام.. ماذا عن البنوك والشركات الخاصة التي تعمل وتزيد ساعات العمل فيها والانجاز وهم صيام ايضا.. هل يجوز ان يمضي شهركامل دون شعور بمسؤولية العمل.. فالناس اعمالهم متوقفة منذ اول يوم في رمضان ويصرخون حالة الجمود والخمول.

إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.