اروى الوقيان: تسوّل رمضاني

المشكلة أن المتسولين يطلبون منك بطريقة جريئة ومخيفة ووقحة ولا نملك أي سلطة لتحمينا منهم، فبعضهم يبدأ بمطاردتك واللحاق بك دون أدنى خوف من رجال الشرطة، الذين لا يمارسون أي دور فعلي وحقيقي تجاه مشكلة التسول! كلنا نحمل من الخير ما يجعلنا نساعد المحتاج وليس مدّعي الحاجة.

البعض يستغل قدسية شهر رمضان المبارك ورغبة الآخرين في فعل الخير، فيمتهن التسول و”الشحاذة” كنوع من التجارة الرائدة رمضانياً، فتجدهم يرتدون ملابس جديدة وبهية ويحملون حقائب غالية وبكل بساطة يقتربون منك طالبين المال. تحكي لي أختي الغالية فارعة عن حادثة تكررت لها في غضون يومين، إذ اقتربت منها سيدة خليجية فاضلة تشكو لها سوء حالة زوجها الصحية التي اضطرتهما إلى الحضور إلى الكويت والعلاج في مستشفى المواساة، ولكنهم يواجهون ضائقة مالية في الرجوع إلى بلدهم الشقيق، واعتذرت منها أختى بأنها لا تملك مبالغ نقدية حالياً، فطلبت منها بكل تبجح أن تذهب معها إلى ماكينة السحب الآلي لتسحب لها أي مبلغ، فالإصرار والوقاحة بالطلب لم يشعرا أختي بالراحة لأن العادة أن المحتاج يكون مكسوراً وليس وقحاً. والغريب أنه في اليوم الثاني وفي موقع آخر اقتربت منها أيضا سيدة ادعت أنها خليجية أيضاً وحكت نفس القصة وأكملت أختى لها بقية السيناريو، وقالت لها ما سر هذه الحكاية التي تستخدمنها جميعكن؟ فمضت وهي تضحك! قصة ثالثة سمعتها من إحدى الصديقات عن متسولة عربية تدفع ما يقارب 500 دينار كويتي لتدخل إلى الكويت في شهر رمضان، وتخرج بآلاف الدنانير بعد انتهاء هذا الشهر! كل هذه النماذج لأناس يدّعون الفقر، ويستغلون رحمة الكويتيين في هذا الشهر المبارك، والمشكلة أنهم يطلبون منك بطريقة جريئة ومخيفة ووقحة ولا نملك أي سلطة لتحمينا منهم، فبعضهم يبدأ بمطاردتك واللحاق بك دون أدنى خوف من رجال الشرطة، الذين لا يمارسون أي دور فعلي وحقيقي تجاه مشكلة التسول! كلنا نحمل من الخير ما يجعلنا نساعد المحتاج وليس مدّعي الحاجة، وكلنا نود أن يتم ضبط عمليات التسول التي تديرها عصابات من داخل الكويت وخارجها، وكلنا نتمنى أن تظهر الكويت في أجمل صور دون متسولين وشحاذين. مدّعو الفقر ساهموا في استغلال طفولة أبنائهم وشيخوخة أمهاتهم فقط للانتفاع منهم، ولكن يبقى السؤال إلى متى؟ ومتى سنجد أرقاما نستطيع الاتصال بها لتقمع هذه الظاهرة؟ ومنّا إلى وزارة الداخلية!

قفلة:

تسيدت الدراما الكويتية الشاشات الخليجية والعربية في هذا الشهر الفضيل، ويسعدنا عودتها بقوة إلى الساحة، على أمل أن يتم تخفيف جرعات الحزن والضرب والمستشفيات أكثر لأنها فعلاً تثير الحزن في نفوسنا.
المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.