أثلج صدري الخبر الذي نشرته أمس “السياسة” في صفحتها الأولى, بخصوص إيعاز مجلس الوزراء للمعنيين في وزارة الإعلام بضرورة تفعيل دور قطاع الإعلام الخارجي ومكاتبه في سفارات الكويت في العالم, لإبراز الوجه الحضاري للكويت, وعكس الواقع المحلي الحقيقي للعالم أجمع, وذلك بعد سنوات من تعطيل هذا القطاع الحيوي. من جانبي, فرحت كثيرا لهذا الخبر, كونه جاء بسبب تفاعل الحكومة مع مقالتي المنشورة قبل أيام بجزئيها الأول والثاني تحت عنوان “تعلموا واعملوا”, إلا أن فرحتي لم تكن مطلقة, فقد شابها شيء من الخوف, فالمقترحات التي تقدمت بها منذ اشهر, وما تلاها من أفكار ختمتها بالمقالة الأخيرة المشار اليها أعلاه, لم تكن تعتمد إلا في جانب بسيط جدا على الجهاز الإداري الرسمي للدولة, وذلك ليقيني المطلق, بأن المؤزمين قادرون بمنتهى السهولة على اختراق مواقع الدولة كافة, وتعيين المحسوبين عليهم فيها!
ما كانت تلك الأفكار تتطلع إليه, هو إنشاء مكتب أو فريق عمل أو تشكيل لجنة تمارس عملها بهدوء وصمت, وتكون ملحقة بأحد الدواوين العليا, بعيدا عن الإشراف المباشر لأي وزير أو مسؤول يمكن ترويعه أو الضغط عليه بالمساءلات السياسية وغيرها. صحيح أن للإعلام الرسمي دورا مهما, ولكنه في نهاية الأمر يتبع جهة حكومية هي وزارة الإعلام, والمكلفون أداء الدور المطلوب هم موظفون, وهؤلاء لن يستبعد أن يكون شأنهم ـ أعني شأن بعضهم ـ كشأن الموظفين الذين يأكلون من خير الدولة, بينما ولاؤهم للنواب الذين توسطوا لتعيينهم وترقيتهم, فيسربون لهم المعلومات, ويضعون العراقيل والعقبات أمام كل ما يضر أو يؤثر على أولياء نعمتهم. من جهة أخرى, فأنا لا أحبذ تكليف جهة حكومية بهذا الدور, لأن طبيعة العمل وآليته ستعتمد على شخصية الوزير وتخضع لمزاجه, فاليوم وزير كفء و”شاغول”, وغدا وزير “بارد”, وبين هذا وهذا تضيع الجهود وتتبخر الانجازات.
الفكرة في أساسها تعتمد على أفراد, أفراد يمتلكون فكرا إبداعيا, ويكون ولاؤهم خالصا للكويت لا لأشخاص, أفراد لا يتطلعون إلى الظهور أو البروز, وإنما جل همهم إطلاق يدهم وتوفير مظلة يعملون تحتها رأسا برأس وبشكل جماعي, من دون إشغالهم بهياكل إدارية ومسميات وظيفية تفرق شملهم وتشتت جمعهم… عموما التوسع في الشرح يطول, وفي الختام لا يسعني سوى شكر مجلس الوزراء لتفاعله مع ما جاء في مقالتي “تعلموا واعملوا”, مع تمنياتي الخالصة لوزارة الإعلام بالنجاح في أداء هذه المهمة الوطنية.
***
نقل الكاتب الصحافي المصري مصطفى بكري تصريحا خطيرا لخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين, قال فيه: “تحالف الإخوان مع أميركا هو تحالف ستراتيجي”… سامعين يا رجالة!
salehpen@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق