احمد المليفي: السهل الممتنع

رغم كل هذه الربكة التي يعيشها البلد والناس قلقة على الحاضر وما يمكن ان يحدث في المستقبل. وهي مستمرة في التساءل وين رايحين؟ فانني ارى ان الموضوع ليس بذلك التعقيد الذي قد يتصوره البعض او يريد ان يخلقه في اذهان الآخرين.
فنحن لسنا كشعب الصين بالعدة والعتاد مثلا، او على الاقل ليست لدينا مشاكل كتلك التي ستواجه الرئيس المصري الجديد د. مرسي من فقر مدقع، وبطالة ضاربة في اطنابها جميع افراد المجتمع المصري، وفساد استشرى بسبب انظمة استمرت في رعايته سنين طويلة، وبلد متنوع الثقافات والعادات والاحتياجات.
مشكلتنا قد يراها البعض عندما ينظر اليها من الخارج وبسطحية كأنها «كور مخلبص»، ولكنها في الحقيقة وعندما تتغلغل داخلها وتعيش بين جنباتها وتحلل اطرافها تجدها واضحة وحلولها جاهزة.
مشكلتنا لا تحتاج الى استيراد خبراء من بريطانيا او اميركا او الصين. مشكلتنا تحتاج الى ادارة كويتية صادقة وقادرة وهي موجوده وبكثرة يدعمها قرار سياسي حازم لا يصيبه الخوف او التردد او المجاملة في اي لحظة من لحظات الحل.
نعم نحتاج الى قرار سياسي حازم يقول كفى لكل هذا العبث. وكفى تأخيرا في الانجاز وكاف لعب سياسة فقد لعبنا كثيرا بدرجة اننا اصبحنا كالاطفال لعبا بالسياسة وان كان الاطفال يملون او يتعبون احيانا فاننا مازلنا نمارس طقوس اللعبة نفسها دون ملل او كلل، واصبحنا مدمنين بهذا النوع من اللعب وحتى المدمن يمكن ان يشفى ويتعافى ولكننا اصبحنا نستمتع بهذا المرض.
مشكلتنا اننا نعرف المشكلة ونعرف سبل حلها ولكننا نتردد كثيرا ونتأخر اكثر ونجامل على حساب الوطن ومستقبله حتى تعود الناس على هذا التردد والتأخر فاستغله البعض للحصول على مزايا ليست من حقة ومكانا ليس له فيه اي موقع فكثر الناصحون وتعددت الافكار فتاه القرار مشكلتنا سهلة جدا ولكن البعض حولها الى قانون السهل الممتنع.
المصدر جريدة النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.