ليس دفاعا عن الغالبية المعارضة، لكن لو تلفتنا يمينا وشمالا لوجدنا ان الادعاءات التي يرفعونها صحيحة. اعلم انهم متمصلحون، واعلم انهم طائفيون بامتياز، ولكني اقولها لا من باب مساندتهم بقدر ما اريد ان اكون صادقا مع نفسي عند مناقشة مطالباتهم.
برغم صراخ صندوق النقد وبرغم تهديدات وزارة المالية باقتراب الميزانية من حافة الانهيار، كيف تريد الحكومة ومن يقف لجانبها ان تقنعنا بأن الضريبة على سبيل المثال مقبولة ومرضية عند الناس! طبيعي ان يقبل الناس على من يدافع عنهم ويرفض الضريبة لأنهم يعلمون حكومتنا جيدا، فهي ستطبق على المستضعفين والمحرومين اصحاب الرواتب المتهالكة وستترك اصحاب الملايين!
كيف لا ينجذب الناس الى من يقول لهم بأن الرئيس الشعبي افضل، وقد رأوا رئاسات ظلت لسنين طويلة تحت رحمة ورهينة اللعب السياسي، وبضاعة تبيعها الموازنات السياسية وتشتريها بالسنة مرة او مرتين!
كيف لا يندفع الناس الى من يدغدغ لهم المشاعر ويرسلهم للخارج لأشهر مدفوعة الثمن يأخذون منها علاج وسياحة برفقة الاهل والاصدقاء والاحبة، كيف لا وهم يرونها تائهة لا تعرف الدودة الزايدة من الكلية وفي مستشفيات متهالكة احسنها حالا بنيت قبل عقدين من الزمان!
كيف لا يرغب الناس في نواب يطلبون تعديل المادة الثانية والحكومة اخر من يعلم في مسائل التأجيج الطائفي، فمرة تغلق صحيفة او تمنع صاحب رأي، وعشرات المرات تصمت صمت القبور!
كيف لا يقتنع الناس في نواب الخبز الايراني والاش والكلينيكس، والحكومة لا تعرف مشاكلها الداخلية، فتذهب هناك الى اخر الدنيا لتطلب من توني بلير ليضع لها الحلول وخارطة الطريق من ازماتها السياسية والتعليمية!
اصلحوا حالكم، وإلا صدقوني اللعب على وتر الدوائر والاصوات وشراء الذمم وغيرها من الافلام لن يزيد الناس الا مزيدا من التشبث بنواب التطرف والطائفة ونواب القبيلة والصراخ والصوت المزعج!
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق