حسن الموسوي: الخبر الخطير الذي مر مرور الكرام

خبر نشر قبل شهر ومر مرور الكرام، ألا وهو “استمرار وقف تصاريح العمل لأجل غير مسمى” بهدف تنقية سوق العمل المتخم بالعمالة حالياً فضلا عن الحد من العمالة غير الضرورية، والخطير بالموضوع– حسب ما نشرته “القبس”- هو تصريح مصدر بالوزارة بأن تقدير الاحتياج في جميع إدارات العمل بلغ أكثر من مليوني عامل بجميع مؤسسات الأعمال!
هذا يعني بأن هناك خللا كبيرا في سوق العمل، والوزارة لن تستطيع وقف تلك التصاريح إلى ما لا نهاية، وعندما تفتح الباب من جديد فإن ذلك سيعني مزيدا من الوافدين، ومزيدا من الضغط على الخدمات والازدحام المروري، ولذلك، تجب معالجة الخلل بالتركيبة السكانية عبر سن تشريعات تجعل القطاع الخاص أكثر جاذبية للمواطنين من القطاع العام، وتجعل العمالة الوطنية أرخص لأصحاب الأعمال من العمالة الأجنبية، وبغير ذلك لن تحل المعضلة المرورية مهما قامت الدولة بتوسعة الشوارع.
المصيبة أن الحكومات السابقة “الرشيدة جدا” قالت في خطة التنمية إنها ستخلق 14 ألف فرصة عمل في القطاع الخاص “سنويا” بينما على أرض الواقع كانت ترضخ لمزيد من الابتزاز النيابي والنقابي لزيادة رواتب القطاع العام بشكل فوضوي وكارثي، مما أدى إلى هجرة معاكسة لـ12 ألف مواطن من الخاص إلى العام، مما ينبئ بشبح بطالة قادم في السنوات القليلة القادمة مع قدوم نصف مليون مواطن إلى سوق العمل خلال العقدين القادمين، ومع تحذير آخر تقرير للبنك الدولي بأن بند الرواتب في الميزانية العامة للدولة سيلتهم كامل إيرادات الدولة النفطية بعد خمس سنوات فقط!
طبعا مثل هذا الموضوع المهم والحيوي الذي يمس مستقبل الأجيال القادمة لا يلقى بالا ممن يسمون أنفسهم بدعاة الإصلاح ومحاربة الفساد وحماية المال العام، بل نجدهم على النقيض من ذلك لأنهم يشجعون على المزيد من الصرف العشوائي على الرواتب والبدلات غير المستحقة في القطاع العام لأن “الجمهور عاوز كده”، ولأن الكرسي الأخضر ثمين جدا وغالٍ على قلوبهم.
فما دامت الدولة الريعية هي السائدة وسياسة تدليع المواطن من المهد إلى اللحد، وحقنه بإبر التخدير النفطية، فلن ننتج مجلسا يصارح الناس ويسمعهم ما لا يريدون سماعه، بل سنجد نوابا يدلعون المواطن، ونوابا يثيرون النعرات العرقية والطائفية بكل سخافة، وآخرها النائب السابق الذي تحدث عن خطورة الخبز الإيراني، ثم مسح تغريدته بعدما صار مثارا للسخرية والاستهزاء. فـ”هيك شعب بدو هيك نواب”، وإلى مزيد من التنمية والازدهار في ظل منتجات الانتخابات المتخلفة.
***
ألف تحية لمجموعة الـ29 التي على الرغم من قلة أعضائها فإنها استطاعت بالمثابرة والإصرار والأسلوب الراقي تحقيق مطلبها بقبول المتفوقين البدون بالجامعة، فنحن بحاجة إلى مزيد من هذا الأسلوب في التظاهر لتحقيق المطالب المختلفة لا أسلوب الشتم والتخريب والاقتحام!
المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.