تحل اليوم ذكرى الغزو العراقي المشؤوم الذي نجح في ايقاع الخراب والدمار في كل شيء بالكويت، الا نفس الانسان الكويتي وتلاحم ابناء الكويت وتوادهم وتعاونهم الذي ازداد وصار مضربا للمثل في مواجهة تلك الشهور العصيبة الصعبة بكل ما رافقها من حالات قتل وظلم وتعذيب وتنكيل.
لكن ما لم ينجح المقبور النافق صدام حسين وزبانيته والغزو العراقي الاثم فيه يبدو انه هذه الايام ربما يتحقق بشكل مؤسف بعدما طغت مواطن الخلاف وزادت عن مواطن التلاقي بين ابناء البلد الواحد.
فمن المؤسف بعد كل هذه السنوات الطويلة منذ 1990/8/2 حتى اليوم ان نجد انفسنا ندور في نفس الحلقة المفرغة غارقين في حالة من الجدل والصراع يبدو اننا ادمنا عليها وصرنا نبتعد اكثر وأكثر عن مواطن الالتقاء والتعاون والعمل المشترك في بناء الكويت.
في ايام الغزو.. كان الكويتيون متفائلين كثيرا بالمستقبل بعد اندحار الغزاة، يتوقعون النجاح في اعادة بناء دولتهم ومستقبل اجيالهم القادمة، لكن ما حدث هو العكس اذ صرنا نسمع اكثر وأكثر عن حالة الضيق الدائمة التي تعتري اهل الكويت، وحزنهم الذي لا ينفك وتفكير اعداد من شبابهم في الهجرة لفقدانهم الامل في المستقبل وضياع بارقة النور منهم.
ماذا دهانا؟؟.. ألا تستحق الكويت منا لحظة توقف.. لحظة تعقل.. لحظة فهم لما يجري واعادة ترتيب للعلاقات وقواعد التخاطب بين اهل الكويت سنة وشيعة حضرا وبادية؟؟ ألا تستحق الكويت إعادة تحديد الاهداف والعمل المشترك الجاد لتحقيقها.. وليس لتحقيق «الزعامة» التي يبدو أنها صارت هي الغاية؟!
لقد حبانا الله بلدا يحسدنا الآخرون عليه، بلدا أغدق الله عليه بالخير الوفير، الامن والامان كانا سمة هذه البلاد، التواد والرحمة كانا ديدن اهلها، فلنتق الله جميعا في انفسنا وبلادنا ولنبدأ من جديد.. ولا نفقد الامل.
٭٭٭
في هذا اليوم، لنرفع الأكف بالدعاء الصادق لأميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، ولنقل له: نحن لم ننس ولن ننسى يا شيخ دموعك الغالية في الأمم المتحدة التي كان لها مفعول السحر على العالم حتى تحررت بلادنا.. وعدت إليها.. وسجدت على أرضها سجدتك التي لن ننساها أبداً.
٭٭٭
الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الأمير الراحل، وأسد التحرير، حافظ كرامة الكويت الذي كان يصل الليل بالنهار، يتابع أهل الكويت في الخارج وفي الداخل، لا يعرف الكلل ولا الملل ولا يشكو التعب.. يتحامل على آلام جسده وأوجاعه.. يهمل تعليمات الأطباء لأن الحاكم كتب عليه التعب لا الراحة، وظل حتى آخر لحظات عمره واسم الكويت لا يسقط من لسانه الطاهر.
٭٭٭
كلمة أخيرة: لا تخذلوا أميركم الراحل جابر الأحمد وأميركم الراحل سعد العبدالله.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق