عندما وقعت حادثة حرق خيمة الجويهل بعد تلفظه بالفاظ غير مقبولة على قبيلة مطير وما صاحبها من ردة فعل على الهواء مباشرة من المرشح عبيد الوسمي وما لحقها من تداعيات في الاحداث وصلت الى حرق خيمة الجويهل قبل ايام من الانتخابات وترك الخيمة مدة طويلة كشاهد على المأساة التي تعرض لها الجويهل وقوة رد الفعل القبلية التي قادها الوسمي كنت اقول لكل من يسألني عن تلك الحادثة وابعادها بانها مجرد مسرحية انتخابية مكشوفة كان يلعبها بعض زملائنا الطلبة في انتخابات الجمعيات العلمية في الجامعة او اتحاد الطلبة لكسب تعاطف الطلبة خاصة الطالبات وتشويه صورة الخصم بادعاء الاعتداء على المرشح بالضرب او تمزيق لوحاته الاعلانية من قبل خصومه.
اليوم يبدو ان الاخوين الاعداء الجويهل والوسمي وبعد ان نجحت مسرحيتهما الاولى في جذب الانتباه وحشد التعاطف والتأييد. يعيدان الكرة مرة اخرى لزوم الانتخابات القريبة القادمة وترميم ما اصاب اداءهما من ضعف في المرحلة السابقة فعملا «كلاكيت مرة ثانية» لمشهد جديد قديم كما هو في التمثيليات التركية او المكسيكية مع تعديل وتطوير في المشاهد لحماية الجويهل من المسؤولية القانونية من ناحية. وإعادة تهذيب شخصية الوسمي من ناحية اخرى فالمخرج وهو يبدو انه نفس المخرج في المسرحيتين يريد ان يعيد لشخصيات مسرحيته بريقاً من نوع آخر بعد ان تأثروا بسوء الاداء في المرة الاولى فاراد ان «يرقع السالفة» ويظهر ان الوسمي داعية للهدوء والذوق الرفيع في انتقاء الكلمات والعبارات وهو ما لا يعكس شخصيته السابقة التي انتقدها حتى المقربون منه.
المهم ان المسرحية واضحة ومكشوفة وسمجة ومخرجها وابطالها يتلاعبون بمشاعر الوطن والمواطنين واستقراره دون شعور بالمسؤولية او احساس بالذنب على وطن يتمزق ابناؤه بمثل هذا الطرح الفج المرفوض.
المشكلة ان هناك بعض الناس من الطرفين مازالت تصدق احداث هذه المسرحية وتستمتع بمشاهدتها وتتعاطف مع ابطالها كما يستمتع الاطفال بمشاهدة فيلم «عنتر بن شداد» ولو شاهدوه خمسين مرة. وما اقول الا «آه يا وطن كم انت رخيص في اعين البعض».
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق