200 موظف في البلدية يعملون في مراكز النويصيب والوفرة والعبدلي يحصلون على بدل مناطق نائية، استغلوا الشهر الكريم، فتركوا أعمالهم ولم يداوموا أبدا، من دون أي اعتبار لمستلزمات الوظيفة، وتسهيل أمور الناس – القبس 2012/7/30.
التلاعب بالدوام والتهرب من المسؤوليات والإخلال بالواجبات ظاهرة واضحة في المؤسسات الحكومية، فبعض الموظفين والمسؤولين، أيضا، لا يؤدون أمانتهم حقها، ويتخذون الوظيفة الحكومية مرتعا للتطاول على حقوق الدولة، وأكل مالها والعبث بقوانينها من دون أن يجدوا في أنفسهم أي حرج من حلال أو حرام، أو يتساءلوا هل استحقوا رواتبهم حقا؟
قصص التحايل على الدوام لا تنتهي، عسكري قدم واسطات لنقله إلى موقع قريب من سكنه، فلما تحقق له الطلب سقط عنه بدل الطريق، فقدم عقد إيجار وهميا من أحد أقربائه، ليثبت استحقاقه لبدل الطريق، أي نفس دنيئة هذه النفوس؟
قيادي نقل إلى مكتبه بعض أقربائه ثم أطلق سراحهم سنوات يتلقون رواتب الدولة، وهم في تجارتهم وبيوتهم وسفراتهم، لا ومنحهم ترقيات بالاختيار ومكافآت ممتازة، ألا يتق الله مثل هؤلاء البشر؟! ألا يفكرون بعظم خيانة الأمانة عند الله، وعند المسلمين؟!
أغرب ما سمعته، بعد تطبيق نظام البصمة على الوزارات، قيام بعض سراق مال الحكومة من الموظفين بشراء قطع بحجم الإصبع تحمل بصمة مزيفة يمكن استخدامها في الأجهزة، ويقوم الفراش بالتبصيم يوميا عن هؤلاء مقابل 5 دنانير بالشهر، ناس لا تحلل ولا تحرم إلا ما يوافق هواها.
في رمضان هذا الشهر الفضيل، ونحن نمتنع عن الأكل والشراب والمفطرات طوعا لرب العالمين، ألا نتفكر لحظات ما قيمة الصوم إن لم يكن صوما حقيقيا عن الحرام؟ وما قيمة حبس النفس عن هواها، إن لم يكن حبسا لشهواتها؟ وأين الأمانة عند امتناع الصائم وحده سرا عن الأكل والشرب، ليقوم هو نفسه بخيانة الأمانة بينه وبين الدولة في قوانينها وأنظمتها؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، رواه البخاري، فلينظر كل موظف وكل قيادي في أن يخلص في وظيفته، ويؤدي واجباته للدولة كما يطالب بحقوقه، وليس عذرا لأحد فساد الحكومة وفساد النواب أن ينغمس الناس في السوء، يدّعون حب الكويت، وهم يسيئون لها في كل حين، والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق