هل كان شهداء الكويت، الذين أعطوا أرواحهم للكويت في 2/8/1990 حين حدث الغزو العراقي، يعلمون أن شهادتهم وتضحيتهم قد ذهبت في غير ما اتجهوا إليه؟ وهل يستحق هؤلاء الشهداء أن تصل الحال بالكويت، بعد اثنين وعشرين عاما، وتكون الأوضاع فيها، في أرضهم وبلدهم، هي أسوأ مما كانت عليه وقت الغزو؟ أسئلة حزينة أطرحها وأنا أسترجع ذكرى الغزو التي تصادف أيضا.. وللغرابة يوم الخميس!!
هل تريدون أمثلة حتى نستذكر فقط كيف كنا وكيف أصبحنا؟
حسنا إليكم ما يسوؤكم:
أولا: بلغ عدد سكان الكويت من عام 85-90 ما يقارب المليون وستمئة ألف نسمة، منهم سبعمئة ألف نسمة غير كويتي، وبعد تحرير الكويت وخروج مئات الآلاف من الوافدين، حيث تعدلت النسبة السكانية، خضعت الحكومة لضغوط رؤساء دول عربية وأجنبية لإعادة استقدام العمالة الهامشية وإغراق البلد بها مثل مصر، الهند، وباكستان، وحتى حين تم إيقاف العمالة البنغالية لخطورتها، أتت رئيسة وزرائهم شيخة حسينة علي وقابلت من قابلت ثم فتح الباب على مصراعيه لكل وافد حتى بلغ عدد سكان الكويت عام 2009 مليونين وستمئة ألف نسمة تقريبا، يبلغ عدد الوافدين منهم مليونا وستمئة ألف نسمة، أي أكثر من 60 بالمئة من عدد السكان (راجع إحصائية الإدارة المركزية للإحصاء عام 2009).
ثانيا: في خضم حرب هؤلاء الشهداء وتضحياتهم ضد المحتل العراقي وجيشه الغازي كانت تتم في اللحظة نفسها سرقة أموال الأجيال القادمة ومليارات الدولارات، ومع الأسف فإن المتهمين فيها كانوا من أفراد الأسرة الحاكمة، وبعض من معاونيهم المواطنين، بل ومازال المتهمون المباشرون موجودين في جزر البهاما والكاريبي يصرفون من أموال هي حق للشهداء أكثر من غيرهم، ودون أن نطفئ غضب أرواح هؤلاء الشهداء بمعاقبتهم.
ثالثا: وليت الأمر استقر على ذلك، فقد تكشفت بعد التحرير سرقة أخرى تمت تسميتها بسرقة الناقلات، تمت أيضا في ذات الفترة التي كان أبناء الكويت يعذبون ويستشهدون.
رابعا: بعد اثنين وعشرين عاما من التحرير ماذا حدث لك يا كويت؟
أ- ازدادت البنية السكانية سوءا.
ب- تدهورت الحالة الاقتصادية للدولة.
ج- تعطلت كل مشاريع التنمية.
د- حل مجلس الأمة خمس مرات منذ التحرير في أعوام 1999 – 2006 – 2008 – 2009 – 2011.
هـ- ضربت الوحدة الوطنية، وابتدأ تخندق فئات الشعب حول الطائفية والقبلية والعائلية، وظهرت مصطلحات وألفاظ وأساليب لم نعهدها ولم نعتدها، وبقيت الحكومات التي أتت بعد التحرير تراقب ما يحدث دون أن تقوم بأي شيء يعزز انتماء المواطن لأرضه، وكأنها تمد لسانها إلى كل شهداء الكويت من كل فئاتها والذين اختلطت دماؤهم على أرضها دون النظر إلى فئة أو قبيلة أو طائفة.
خامسا: هل نتكلم عن تردي الخدمات الصحية والتعليمية والمرافق العامة؟ هل نثير موضوع الإيداعات المليونية والتحويلات الخرافية وسوء استعمال السلطة الذي أوصل الكويت إلي خلاف ما يتمناه أبناؤها، هل نزيد المواجع ونقلب الآلام
ونجتر الأحزان؟
– انظروا يا شهداء الكويت، وحواريها، وطيورها المرفرفة، انظروا إلى ما تشهده الساحة الكويتية الآن من احتقان وتشنج وتبادل اتهامات بل وتكفير الآراء المضادة، انظروا إلى انتهاكات حقوق الإنسان على أرض الكويت، وإلى سوء التصرف المالي، وإلى الهدر غير المبرر، وإلى أسلوب تعامل السلطة مع مواطنيها.
– فقط انظروا واسألوا أنفسكم وأنتم في رحاب ملك مقتدر، هل هذا ما كنتم تتمنونه وتتوقعون أن تكون عليه الكويت حين قدمتم حياتكم فداء لها منذ أثنين وعشرين عاما؟
– سؤال أكاد أرى إجابته في مقل أعينكم دماً بدل الدمع، ومازلنا نطرح السؤال الحزين.. بأي حال عدت يا أيها الثاني من أغسطس..
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق