عريضة الأمة مصدر السلطات وجمع التواقيع فيها أمر مضحك من جانب ومن جانب آخر أمر مبكٍ!
وبعدين؟ وشنو آخر هذي التواقيع؟ وافرضوا مثلاً وصل عدد التواقيع المجموعة إلى 100 ألف كما تمنى أحد نواب الغالبية، شنو اللي راح يتغيّر أكيد؟ وهل هذي التواقيع مثلاً راح تحل وتربط بالبلد؟ هل هذي التواقيع مثلاً بتحاسب التجار الحرامية اللي يمصون دم المواطنين في آناء الليل وأطراف النهار اللي أكلونا لحم حمير؟!!
هل هذي التواقيع مثلاً بتخلي بعض أبناء الأسرة يستحون على دمهم ويتركون الصراعات بينهم؟ هل هذه التواقيع مثلاً توقف الاساءة للقبائل؟ هل هذه التواقيع مثلاً بتفك زحمة شوارعنا اللي اعتبرها أحد ضباط الداخلية «نعمة» يحسدنا عليها العباد والبلاد والشجر والدواب! هل هذه التواقيع مثلاً بتخجِل الحكومة على نفسها وتخليها تبني لنا كم مستشفى مثل الأوادم بدل مستشفياتنا اللي تنافس هرم خوفو وبرج بيزا المائل وحدائق بابل المعلقة في العجب والدهشة والبلاوي اللي تصير بداخلها! هل هذه التواقيع مثلاً ستجعل بعض الشركات تخاف الله في المواطنين وتبطِل حركاتها القرعة والنص كم؟ هل هذه التواقيع مثلاً ستمنح الجنسية الكويتية لمن يستحقها من البدون الشرفاء؟
إذا كانت الإجابة (نعم) على أي سؤال مما تقدم ولو سؤال واحد بس، فأنا سوف أوقع معهم وسأجعل دشداشتي وغترتي وعقالي وسيارتي ونظارتي مكاناً لجمع التواقيع لكل من يؤيد تلك العريضة يا عقالي! أما إن جاءت الإجابات كلها بـ (لا) فما لأمة داعٍ هذي التواقيع اللي كل من هب ودب فتح ديوانيته عشانها وقال للعالم: تكفون تعالوا يرحمكم امكم وقعوا نبي نطلع بالصورة، واضحك تطلع الصورة حلوة!!
والمدهش أكثر وأكثر هو ظهور فريق ثاني انتشر أيضاً في الأرض وراح يجمع تواقيع بالتفق في كل شارع وحتة وميدان وحارة من أجل أن تكون عندهم عريضة ثانية ضد العريضة الأولى الأمة مصدر السلطات! ما شاء الله علينا يا الكويتيين، يخزي العين، لا إله إلا الله، ديوانياتنا في هذا الشهر الكريم فتحناها عشان نِلم التواقيع بالصلى ع النبي والشعب من كلا الطرفين شغال تواقيع واللي يحب النبي يوّقع! وتصير فضيحتنا بجلاجل وتبدأ الشعوب الثانية تتكلم علينا، وتقول اننا شعب تركنا شغلنا واهدافنا ووحدتنا وتخطيطنا ورحنا نركض وراء التواقيع ويسمونا آخر شيء «شعب التواقيع» ويقعدون يضحكون علينا ونصير طماشة للعالم! roo7.net@gmail.com
Twitter: @alrawie
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق