يتساءل المراقبون لماذا لا تكشف لنا الأغلبية المخلوعة ماذا تريد من الكويت وشعبها? وهل تتصور نفسها وصية عليه وعلى مصالحه? فهي مازالت تحاول تجميع اشلائها بعد الخسائر الكثيرة والعوامل السياسية السائدة لأنها لا تملك اكثر من التصعيد الاعلامي من اجل الحفاظ على مصالحها والتمسك بعدم تعديل الدوائر, رغم انها تعي تماما أن المرسوم استقل القطار ونظام الدوائر الخمس في مهب الريح لأن ذلك فيه اجحاف بحق الاقليات التي استفاد منها طيلة الحقب الماضية بعض نواب القبائل الكبيرة والطوائف والاحزاب الاسلامية وغيرها من “جلاوزة” سوق عكاظ الانتخابية.
نسأل الرئيس المخلوع وفريقه: كيف يقبلون على أنفسهم سلب حقوق ومكتسبات الاخرين? وهل يريدون تجيير الوضع الانتخابي واستمراره لمصالحهم الضيقة? فهذا شيء مرفوض والدليل أن مجلس 2012 من المجالس العبثية والخطيرة على الوضع السياسي الداخلي والخارجي للبلاد والعباد, فكان رحيله رحمة بالكويت وشعبها, وكان حكم المحكمة الدستورية بابطاله والاتيان بمجلس ,2009 الذي لا يقل خطورة عنه, الا اننا نشكر رجال القضاء الافاضل في هذه المحكمة العادلة التي انقذت الكويت من كارثة اسمها مجلس المبطلين.
ليتأكد الجميع أننا مطمئنون جدا على اوضاعنا السياسية واصلاح المسار السياسي للافضل مادامت الامور اصبحت بيد صاحب الحكمة والحنكة سمو امير البلاد فهو الذي يقرر ويعرف مصلحة الكويت وشعبها, وبالتأكيد لن يعود الا بقرار يخدم المصلحة العامة ويحفظ الكيان والوحدة الوطنية ويحارب القبلية والطائفية والفئوية من خلال تعديل الدوائر الانتخابية التي تحفظ حقوق الجميع في الترشح والانتخاب, ولا يوجد اي شخص يعارض هذا التعديل ان كان دائرة واحدة او عشر دوائر او خمس وعشرين ,انما العبرة في عملية الاقتراع وان يكون التصويت بصوتين ان لم يكن صوتاً واحداً حتى تتكشف كل الاوراق السابقة ويبعد العبثيون من المؤامرات والتحالفات القبلية والطائفية والتيارات الاسلامية التي لا تخدم إلا مصالحها وجماعتها.
نحذر الحكومة من الاعيب الاغلبية المبطلة من تحت الطاولة لأن احتضان بعض نوابها يشكل ابتزازاً وخطورة على اهل الكويت , وهنا نوجه سؤالاً كيف يقبل بعض اصحاب القرار ان تتم مهاجمة وزارته بالنهار ويلتقي مع هؤلاء في الليل ويقدم اليهم الكثير من التسهيلات سواء استثناءات للعلاج في الخارج أو قبول طلبة في كلية علي السالم على حساب المستحقين, وتعيين قيادادت مقربة منهم في بعض المناصب الحكومية ناهيك عن بعض الامور التي لا نريد ذكرها, لذا نقول لسمو رئيس الوزراء وحكومته وبخاصة وزيرا الصحة والتربية إن تعاطفكم أو خوفكم مع او من هذه التيارات على حساب الاوضاع المتردية الصحية والتعليمية اصبح مكشوفا للجميع,لذلك نتمنى ان تتفرغوا لخدمة الكويت وشعبها ولا ان تكون لفئة على حساب اخرى.
وهناك سؤال آخر لمن يرفضون تعديل الدوائر: انتم من كنتم تشكون, وخصوصا نواب الدائرة الخامسة, من ان عدد المقاعد لا يتناسب مع الكتلة الانتخابية الكبيرة بهذه الدوائر, والمؤسف انكم ترفضون الآن تعديل الدوائر ونظام التصويت هل هذا الرفض سببه انهم يدركون ان العدالة في توزيع الاصوات سوف تجعلهم يخسرون كثيرا? وهذا يثبت لنا انهم لا يسعون للمصلحة العامة بل يحاولون بكل الطرق احتكار السلطة ولو على حساب الوطن والمواطنين.
كاتب كويتي
salem alwawan@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق