بالأمس العضو الاكثر شعبية والاقوى حنجرة في التعبير وتشنجا كان هو عرّاب تخريب صفقة «الكويتية» في «خطاب النوايا» لتحديث اسطولها في 2007 بقيمة 2.8 مليار دولار كمرحلة اولى حيث جزأت «استراتيجية تحديث» اسطولها بـ19 طائرة وبعرض مميز الى مرحلتين الاولى تنتهي في 2012 والثانية طويلة المدى وبقيمة خصم لصالح المؤسسة بـ244 مليون دولار من شركة «الافكو» وغيرها والمدرجة على البورصة، علما بان ملكية الافكو تتمثل في «%11 «الكويتية» بيت التمويل %53، %10 القصر، %8 الاوقاف»، وهذه الصفقة قال البراك في 2007 «الكويتية» لا مبالاة وصلت الى مرحلة لا يمكن السكوت عنها! و«الكويتية» مؤسسة «خربة» بسبب قيادتها! وكأن المؤسسة «عزبة»!! والسؤال ماذا عملت لاصلاحها؟
واليوم ومع الجزم عن «مرسوم ضرورة» بعد حل المجلس 2009 لتحويل «الكويتية» الى شركة في عهدة الهيئة العامة للاستثمار مع «اطفاء» خسائرها المتراكمة دفترياً ضمن المرسوم والبالغة 420 مليون دينار بسبب عدم اعتماد الحسابات الختامية لها منذ 2005/2004 حتى 2012/2011 في مجلس الامة وتعليق ميزانيتها بسبب المزايا الانتخابية للنواب حيث في «الكويتية» اكثر من (3460) موظفا وهناك اكثر من 10 ملايين دينار زيادة رواتب بنسبة %25!! وهذا كله رغم ان المرسوم سوف يحفظ ما جاء في قانون خصخصة «الكويتية» رقم 2008/6 (خصم وتحويل مخصصات مكافأة نهاية الخدمة للكويتيين الراغبين بالتقاعد وهي اكثر من 115 مليونا) وخصوصا انه قد تم الاتفاق على ايقاف 3 طائرات لم تعد صالحة للطيران واليوم يأتي «مرسوم الضرورة» في ظل عجز السلطتين ليحرر حسابات «الكويتية» المعطلة من المجالس السابقة منذ 2004 الى 2012 وذلك لكي يقوم مجلس ادارة المؤسسة الجديد بعد مرسوم الضرورة إما بشراء او استئجار طائرات جديدة فيأتي مرسوم الضرورة لكي يحافظ على حياة الناس وراحتهم في سفرهم ويعيد اليهم الطمأنينة وهم يحلقون في طائرهم الازرق بدافع وشعور وطني الا ان ما انفك مسلم يهدد ويتوعد ليضرب الطمأنينة «لن نقبل شراء طائرات جديدة للمؤسسة في طريقها للتخصيص» والصيفي: «شراء طائرات في غياب البرلمان يثير الشبهات»! وهذا كله بعد ان تلقت «الكويتية» عروضا لشراء طائرات جديدة من اجل تجديد اسطولها المتهالك، والغريب في الامر ان مسلم دائما هو صوت الشعب ويتألم بتألمهم ويحس باحساسهم دائما بل هو الاكثر اصواتا في نتائج البرلمان ولكن ضد احساسهم في رحلة الرعب في طائرة «الكويتية» ان كانوا وهم في سفرهم الى العمرة او عودتهم الى بلدانهم بعد موسم السفر او حتى نومهم في المطارات الاوروبية الى حين وصول «قطع غيار» «الكويتية»! فهو هنا اما ضد اصلاح «الكويتية» واعادة تأهيل وتحديث اسطولها لان اداة المستفيدين في هذا الملف بالمستقبل لمن يريد شراءها او انه يريد ان تحدث كارثة لا سمح الله وتذهب ارواح الناس وذلك لكي يلطم في جنازة الحكومة للتكسب انتخابيا بعد ان يجلد الحكومة ويطالب بـ«حكومة شعبية»؟! نعم مسلم وغيره واصلوا حملة الهجوم على «الكويتية» كما انهم وغيرهم من المتمصلحين على ازمات الشعوب يتعاملون مع «الكويتية» كصورة مصغرة لما يحدث في الكويت نفسها وغير مكترثين بالحفاظ على ارواح الناس وصولا الى ان يتسيد عند الناس شعور بان «الكويتية» لم يعد لها جدوى في اصلاحها بسبب الحكومة وبعدها مسلم يستصرخ «لا لخصخصة الكويتية ونعم لتحويلها لشركة مساهمة» فحتى والموضوع متعلق بارواح الناس وخسائر في المال العام فكل الهم هو فقط التكسب الانتخابي ورغم هذه اللحظة مازال المال العام في ظل «الكويتية» معلقاً حسابها الختامي وتعيش على سياسة الاقتراض لاصلاح ميزانيتها فالمال العام متكبد 180 مليونا! ونحن بالحقيقة اذا كانت الخسارة في الاموال فنحن نتحملها مثلما تحملنا خسارة «الداو» 700 مليون دينار بسبب مسلم والسعدون والحكومة وتفرج «الاخوان» ولكننا لم ولن نقبل ان تتاجر وتتكسب على معاناة الكويتيين عندما تحصل كارثة انسانية على اسطول «الكويتية» المتهالك!
ليظل السؤال لماذا يرفض مسلم مرسوم الضرورة والذي سوف يمنح 135 مليون دينار للمتقاعدين من ابناء الوطن بعد صدور مرسوم الضرورة وتحولها الى شركة تابعة للهيئة العامة للاستثمار هل لأن اداة المتنفذين في «بلع» الكويتية اكبر واقوى عند مسلم من حقوق الموظفين؟ رغم انه هو صوت الشعب الأول انتخابياً!!
وليد بوربّاع
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق