أعتقد أن ثمة بعض الأشخاص ممن يعتنقون قولاً وسلوكاً “عقلية المؤامرة ! فتراهم يحاولون -وبشكل طائش أحياناً- نشر الفوضى والعشوائية وتشتيت الكلمة في مجتمعاتهم- ما دامت الأمور لا تسير في صالحهم. وهم يبدو انهم يسعون من وراء هذا النهج الهدام- وربما من دون قصد- الى دق أسافين تفرقة بين المواطنين وبين مجتمعهم, وبين حكومتهم الوطنية. بل ويبدو الأشد نكراناً للجميل هو أحد الأشخاص المُبطلين والمؤدلجين والذي بدأ قبل فترة استعمال مصطلح “السلطة,” في كثير من تصريحاته الدينكوشيتية. فبالإضافة إلى ما يبدو معاناة هذا الشخص من ولع غريب بمصطلح “السلطة” Fixation حيث يستعمله في تصريحاته وتغريداته, وانحرافه المنهجي عن ما هو مقبول من عامة الناس, فينضح عقله التآمري بمؤامرات هوائية وخزعبلات متخيلة, زاعماً أن “السلطة” هي من تحيكها ضد مواطنيها ! ما هو غريب ومستهجن في هذا الطرح التفريقي ليس العقلية التأمرية, فهي ربما تحصيل حاصل لضياع بوصلة الحق والباطل لدى بعض بني البشر . ولكن ما يضايقني شخصياً في ذلك الشخص المؤدلج حتى النخاع هو ما يبدو محاولاته لَبْسَ وتشويه الوقائع الاجتماعية في بلدى. فإستمراره في إستعمال مصطلح سياسي معين (السلطة) وبشكل مُلبِس ويبدو أحياناً عن عمد لا يتوافق مع ما يحدث فعلاً في بيئتنا المحلية الكويتية. بل و يبدو بالنسبة لي على الأقل محاولة يائسة لخلط الحابل بالنابل والفوز بما ستنتجه الفوضوية في المجتمع, لا قدر الله.
إضافة إلى ذلك, أعتقد أن “السلطة” في الكويت هي جزء رئيسي ولا يتجزأ من نسيجنا الاجتماعي, وجزء راسخ في ذهنيتنا الكويتية. فبالنسبة لأبناء الكويت, أي من ولدوا وتربوا وتشربوا وقبلوا عن قناعة تامة هويتهم الكويتية الخالصة: “السلطة” -وبكل ما تعنيه هذي الكلمة التاريخية من ترابط عاطفي متين ومن علاقات إنسانية نبيلة بين الشعب وحكامه- ستستمر قريبة من كل قلب وذهن كويتي.
حري إذاً بأولى الألباب الابتعاد عن تأزيم الأمور في مجتمعاتهم عبر إستخدامهم خطابات تفريقية لا تسمن ولا تغني من جوع. فما دام نهجنا الديمقراطي متناسقاً مع تطلعاتنا الوطنية, وما دمنا ككويتيين لا نزال نملك القدرة على التوصل لتوافق أخوي فيما بيننا لما فيه تحقيق لمصالح وطننا العليا, فلماذا يستمر البعض القليل اللف في دوائر مغلقة من التأزيم والتناحر العقيم, بل حري بكل إنسان حكيم أن يستوعب المدارك والأهداف النهائية لأي نهج ديمقراطي ومدني: تطوير الحياة اليومية للإنسان الكويتي, وإتاحة المجال لتحقيق تنمية بشرية فاعلة تنقلنا جميعنا ككويتيين للعصر القادم. والله المستعان.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق