فهد عبدالمحسن: كان وكنا.. الأطلال وفقد الإنجاز

قد تكون العودة الى الماضي مفيدة أحيانا، للمقارنة والمقاربة بين ما كان في الماضي وما يحصل في الحاضر بمختلف نواحي الحياة، كما أن نظرة تأملية بين حياة الأمس وحياة اليوم، مهمة بين وقت وآخر، باعتبار ان الحاضر امتداد للماضي، ولأن الحاضر غرس للمستقبل، كما أن استراتيجيات الدول تقوم على الترابط والتكامل بين ما هو كائن وما سيكون.

وكما يعرف الجميع أن في الدول المتقدمة هناك دراسات دورية «مرحلية» تقيم الأداء وتراقب ما تحقق على صعيد الإنجاز والنتاج بمختلف الميادين لضبط الجودة، والتطلع للتطور والتقدم.

ويفترض، في عالم اليوم، أن يكون لكل دولة مشروعها الحضاري الذي يشكل طموحها وهويتها وحضورها، حيث تعرف الدول على الساحة الدولية من خلال مشروعاتها، ولهذا السبب، توضع الرؤى والخطط الزمنية وتحدد الأهداف من أجل تحقيق هذا الهدف.

أما على المستوى الكويتي.. فقد كان اكتشاف أول بئر نفطية في ثلاثينات القرن الماضي في عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، اكتشفت أول بئر نفطية في الكويت (برقان ــ عام 1938)، ومنذ ذلك التاريخ، تحولت الكويت من دولة صحراوية محرومة إلى دولة مدنية ثرية.

ومع نقطة التحول هذه، بدأ التفكير في إدارة الثروة ونهضة الدولة، فحدثت نقلة نوعية خلال العقود الثلاثة التالية. حيث أعدت مخططات البنى التحتية والمرافق الحيوية والخدمية. واستثمرت الثروة في التنمية البشرية، فتشكل سلم الأولويات القائم على الاهتمام بتكوين الفرد وإعداده، وكان نظام التعليم والمنظومة الثقافية، المحرك الأساسي في تطور الكويت، باعتبارهما الثروة القومية الحقيقية.

وعليه كانت الكويت سباقة ورائدة على مستوى المنطقة في طرح المشاريع والمبادرات الحضارية والإنسانية المتعددة، حيث تم تأسيس قطاعات ومنظومات تعنى بالفرد وتقدمه، ولا يخفى على أحد، أن بلدنا كان حاضرا وبارزا إعلاميا وثقافيا وفنيا ورياضيا. وكان ينفق الخير بسخاء دوما، للمساهمة في تنمية الدول العربية الشقيقة.

بعد هذه المراجعة السريعة والعرض المختصر، فإنني أختم بأملٍ سهلٍ ممتنعٍ، بمعزل عن انتاج النفط وتسويقه، وقبل الشروع في التنمية، وهو أن تعزز الإرادة التنموية، وتهيئ البيئة الملائمة والأرضية الصلبة لينطلق المشروع التنموي ويصبح حقيقة.

ويظل السؤال قائما ومفتوحا.. كيف ولماذا تراجعنا وضمر نجمنا؟ وهل ندرك اليوم، موقعنا في المشهد العالمي وتصنيفنا بين الدول؟ وكيف نتصور مستقبلنا.. فضلا عما هو آت لأجيالنا القادمة؟

د. فهد العبدالمحسن

Fahad31q8@hotmail.com

DrFahad_q8@
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.