الواضح ان مبدأ مقاطعة الانتخابات المقبلة, والتي اتخذتها كتلة الاغلبية في حال تعديل قانون الدوائر الانتخابية سيكون بمثابة خط فاصل للعمل والحراك السياسي المقبل لها للضغط على القرار الحكومي والشعبي المعارض لاجندة الكتلة, لذلك بدأت التلويح في المرحلة المقبلة بالتحرك السياسي على كل الاصعدة, فهل تنجح الاغلبية في تحصين “خط بارليف” المقاطعة السياسية اجتماعيا وسياسيا لعرقلة نتائج تحويل قانون الدوائر الى المحكمة الدستورية?! بالطبع نحن تعودنا مثل هذه الممارسة السياسية واسلوب الضغط السياسي منذ فشل المعارضة في تحقيق الوفاق بين كتلها تحت تحالفات مفككة لا تقوى على الصمود نتيجة سياسية الادوار الرئيسية وزعامة الموقف والمبادرة التي تصب في مصالح كل اجندة لذلك تلجأ الى تغيير اصطفافاتها تحت مسميات ثنائية تارة ورباعية تارة اخرى في محاولة لاشغال الرأي العام وربطه بمواقفها الهشة لذلك استحدثت خط المقاطعة لتغطية فشلها في اقناع الحكومة بالتراجع عن تحويل قانون تعديل الدوائر الى المحكمة الدستورية وهكذا استطاعت الحكومة عبور خط بارليف الاغلبية في انتظار نتائج حكم المحكمة الدستورية النهائي فهل تصدق الاغلبية هذه المرة ام تتراجع كالعادة وتتحصن بحصانة مجلس 2009 تجنبا لمواجهة العدالة في قضية اقتحام قاعة عبدالله السالم التي ستظل تطارد نواب الاقتحام ولن تسقط من ذاكرة الوطن لانها الدخول مخالفا لكل القواعد الدستورية والادبية والسياسية فهل تخسر الاغلبية كل شيء بعد سقوطها السياسي التي حاولت تحصينه بالمقاطعة?.
***
وداعا ياعم “بوخالد”
فقدت الكويت رجلا من خيرة الرجال اتصف بالحكمة والعقلانية والهدوء, فكانت سجلاته التاريخية ناصعة كما هي مواقفه الوطنية في خدمة الكويت وظل محافظا على مبادئه الوطنية ومخلصا لها حتى اخر ايامه, نعم فقدت الكويت احد عقلائها وحكمائها والذي خدم مصالحها السياسية والديمقراطية وحقق لها مكانة مرموقة في تعاونه السياسي والوطني والاجتماعي والاقتصادي طوال حياته فأصبح العم “بوخالد” احمد زيد السرحان “رحمه الله” وطيب ثراه” مرجعا سياسيا ومدرسة نادرة اتصفت بمنهج ونهج الحكمة في كل المواقف السياسية وعقلانية الطرح ورجاحة القرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي, فهل يستوعب السياسيون الجدد من مدرسة احمد زيد السرحان الدروس والعبر والمواقف التي نحن بحاجة لها في هذه الايام?
* كاتب كويتي
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق