استكمالا لوعدنا في الاسبوع الماضي بنشر الاخطاء والسلبيات التي صاحبت المسلسل الجميل «ساهر الليل – وطن النهار» والذي نكن كل احترام للقائمين عليه الا ان تسليط الضوء على فقراته ولقطاته لم يكن للتصيد عليه لكوننا غير مهتمين بالامور الفنية ولكن الواجب الوطني يحتم علينا ابراز الاخطاء منعا للبس الذي يمكن ان يقع به الجيل الحالي الذي يعتقد أن محتوى هذا المسلسل هو ما حصل فعليا في عام 1990! مع ان نصف ما عرض لا يمت للحقيقة بأية صلة او لم يحصل نهائيا خلال الغزو!
– فكيف يكون هناك تفتيش بشارع على جانبه مدرسة سورها حديد حديث استبدل بالحائط القديم وهي اعمال جرت لمدارس البنين في اواخر التسعينات وبداية الالفية!
– المبالغة في نظافة اشكال الضباط والجنود العراقيين وتسريحاتهم النظيفة وهي بعيدة كل البعد عن التسريحات الوسخة التي رأيناها! ثم من اين لضابط عراقي (عنقوصة) جميلة مثل (ستيفن سيجال)! وهي قصات يعاقب عليها الجيش العراقي!
– الضباط الكويتيون الذين ضغط عليهم ليصبحوا اعضاء في الحكومة المؤقتة غالبيتهم كانوا من البحرية في الجيش الكويتي وليس من البرية كما عرض في القنوات!
– ثم اين شواهد وعناوين وجود الجيش العراقي في شوارع وطرق ومناطق الكويت مثل السيطرات (يعني نقاط التفتيش) واين الخنادق المحفورة في الارض واين المتاريس والسواتر والخياش الترابية عند السيطرات وفي الساحات وفوق السطوح؟!
– لم يوضح طاقم المسلسل مدى غباء الجيش العراقي الذي كان يعتمد فقط على العنف المفرط والعمليات الدموية ضد الاسرى والمحجوزين الكويتيين لانتزاع الاعترافات منهم باية وسيلة! اما مسألة الذكاء فهي بعيدة كل البعد عن ضباطهم وافرادهم وهو شرح طويل يحتاج جريدة كاملة! والجيش العراقي هو الوجه الآخر للجيش السوري فالاعتماد على العنف والتعذيب فقط!
– لم يوظف المسلسل دور المدنيين الصامدين فهم شكلوا ثلثي جيوب وخلايا المقاومة الكويتية خاصة أنهم كانوا الثائرين والصامدين وغالبية الشهداء والمفقودين منهم ونحن تتحدث عن العدد من بعد الايام الاولى للغزو!
– كما لم يوضح المسلسل دور ثلث العسكريين الذين صمدوا على ارض الغالية الكويت ولم يخرجوا من البلاد لاسباب خاصة وحساسة ومدى تحالفهم وتنسيقهم مع المدنيين في تكوين خلايا المقاومة لمواجهة الجيش الهكري!
– لم يبين المسلسل وهو على وشك الانتهاء كيفية مداهمة اعضاء المقاومة لمقرات الاستخبارات العراقية والمباني التي شغلها المسؤولون العراقيون للاقامة فيها والعمل بداخلها وحصولهم على ادوات تعذيب حديثة ومخيفة وسجلات واوراق رسمية توضح الكثير من الحقائق والاسرار والاجهزة التي عثر عليها لا تزال معروضة في متحف الغزو والتحرير!
– ثم كيف يكون هناك تجمعات الشباب للاتفاق على امور كثيرة وفي اوقات ليلية وفي اماكن سرية وهم يضعون (غتر على الكتف) وهي موضة شباب السبعينيات وبداية الثمانينات وكانت للكشحة او لحضور حفلة او سمرة فما هي علاقتها بالاجتماعات السرية في الغزو!
– لم نسمع كويتيا يتحدى قوة عراقية شرسة تريد الاستيلاء على منزله وتحضر له ورقة رسمية للاخلاء ويرد عليها بالقول (بلها واشرب مايها! وانا لن اخرج من المنزل واتحدى من يدخله!! ثم تذهب القوة بكل تسامح وسهولة! من قال ان الجيش العراقي مهذب ومحترم!
– المسلسل لم يكشف كذب وزيف الكثير من الروايات عن وجود حالات اغتصاب ومداهمة الجيش العراقي لمنازل كويتيين والاعتداء على الفتيات! هذه كانت اعذاراً وان كانت صحيحة فهي فداء لتراب الوطن وكما قيل في ارضك ثم عرضك وليس العكس!
– الكثير يدعون امام رواد دواوينهم وافراد اسرته واهله انه كان مع المقاومة وانه عرض نفسه وذويه لخطر الاعتقال والقتل والتعذيب ولكن دون اية دلائل! فلا شهود لديه ولا توثيق لاعماله وفي اية منطقة ولا تسجيل فيديو لاية بطولة واسمه غير موثق مع افراد خلايا المقاومة وجمهوره الحالي من الجيل الذي لم يشاهد اي شيء عن الغزو يصدق ما يسمعه!
– الواجب على الاجهزة الحكومية المعنية مثل وزارات التربية والتعليم والاعلام شرح ما حدث في الغزو وبالتحرير ودور دول التحالف وخلايا المقاومة ودور الشهداء والاسرى والمفقودين ووضع حياتهم في خطر دائم مقابل استعادة بلادهم. بدلا من الاعتماد على المسلسلات التجارية! والسؤال هنا اين دور الممثلين الكبار والمخضرمين في هذا المسلسل من ملاحظاتهم التي شاهدوها خلال فترة الغزو سواء كانوا بالخارج او بالداخل!
٭٭٭
– أغرب شيء سمعته خلال الشهر الفضيل ان مجلس احدى الجمعيات التعاونية في المناطق الخارجية منع بيع القرقيعان للاهالي لانه اعتبر احتفال الاطفال بدعة! اعضاء المجلس اعتقدوا القرقيعان مثل (هالوين امريكا) وان اطفالنا سيطرقون الابواب لطلب (البيرة والكونياك)!
عبدالله النجار
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق