سلطان المتروك: العيد وافى باركي أفراحه

اشرق العيد وتشرق في اشراقته معان متعددة جميعها تفضي إلى الخير وتنبئ بالأمل والتطلع إلى مفردات الاقبال ويأتي عيد الفطر بعد شهر رمضان المبارك الذي ابتهل فيه المسلمون في صلاتهم وصيامهم إلى المولى القدير بان يرزقهم الخير والامل نحو مستقبل افضل والعيد إذا حل على ربوع هذه الديرة الحبيبة فان له نكهة قديما حيث كان يحتفي به الكبار والصغار والامهات والآباء والاهل والجيران كل يؤدي واجبه ويقوم بدوره، فهذه الام تقوم باعداد ريوق العيد وهو الدرابيل والخبز المصفط والحليب المهيل، وهكذا الاب فانه يأتي بعد صلاة العيد ليجلس على سفرة الفطور مستبشرا هو وافراد اسرته حيث يناول ابناءه العيدية وهكذا الجيران والاهل فانهم يجدون بزيارة بعضهم بعضا ويقدمون التهاني والتبريكات وكلهم قلب واحد ولسان واحد ويد واحدة ولسان حالهم يقول:
كلي بكلك ممزوج ومتصل
والنائبات التي تؤذيك تؤذيني
يوم جميل هو يوم العيد حيث يذهب الاطفال بملابسهم الجميلة بنين وبنات إلى اماكن الديارف وام الحصن والقليلبة التي تنتشر في البرايح والفرجان حيث يستمتعون بقضاء وقت طيب يجللهم الفرح ويسودهم الاطمئنان.
ايام جميلة ذهبت ولم يزل عبقها في القلوب ومشاهدها في الافكار لن تزول ابدا وستبقى مخلدة في اذهان ابناء هذه الديرة لانها جزء من تراثهم الا وهي الاصالة لن يتخلوا عنها ابدا ولن يتركوها مطلقا.
فعسى ابناء هذا الجيل ان يقتبسوا منها جدوى ويسلكوا سبيلها لانها سبل الخير وان يتزاوروا ويسأل الصغير عن الكبير والولد عن والده والبنت عن امها وذلك بالتزاور ونترك وسائل الاتصال الاجتماعي ولو في ايام العيد فقط ونخلد الاصالة ونتبع ما كان يتبعه الاولون في طرقهم الحسنة وسيرتهم الطيبة.
عزيزي القارئ نتمنى في العيد ان يحل الخير على ربوع هذه الديرة الحبيبة وان تتوحد قلوب ابنائها وان تنصهر جميع الافكار والتطلعات والآمال في بوتقة الكويت.
نأمل من الله في هذا اليوم المبارك ان يحل الشفاء على جميع المرضى الذين يرقدون في المستشفيات وان يرفلوا بأثواب الصحة والعافية والهناء واتمنى الصحة للأخ الاستاذ الخبير/ محمد عبدالهادي جمال وان يعود من رحلة العلاج مكللاً بالصحة والشفاء حتى يعود لعمله ويثري المكتبة الكويتية بمؤلفاته الرائعة، علماً بأنه من الكتاب البارزين في مجال التراث وله مؤلفات كثيرة لعل اخرها كتاب لقاء مع التاريخ.
ويبقى عزيزي القارئ ان نسلط الضوء على غداء العيد المميز قديماً ويكون في وقت الضحى، حيث يجتمع الناس في الفرجان حول سفر الغداء الجميلة والملونة وغالباً ما تكون وجبة ذلك اليوم هي السمك او الروبيان ورحم الله الاديب/ عبدالله سنان
ومموش قابلته في عيدنا
فوق السماط وحوله دقوسُ
فسألتهُ من أين جئت إلى هنا
والعهد إن غداءهم مكبوسُ
فأجابني إن الذي اتفقوا على تقديمه
ملخبطٌ معفوس
واتوا بقنجات كبار
فوقها حشو وروبيان له محموس
صافحته بالخمس ثم رفعته لفمي
اقبله وبي تهويسُ
لو اطعمت بلقيس منه لقمة
لتشوقت لخواله بلقيس
عيدكم مبارك وايامكم سعيدة
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.