سجل المسبار «كيوريسيتي» التابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا حرارة على كوكب المريخ تزيد على درجة صفر فوق فوهة غايل… والدول العظمى تتسابق على اكتشاف الحياة في كوكب المريخ بعد أن علمت خفايا كوكب الأرض ولعبة السياسة والاقتصاد والاجتماع على كوكب الارض وأضحت مسرحياتها مكشوفة!
في الكويت نحتاج إلى المسبار «الكويتي» الذي نبحث عمن يصنعه أيديولوجيا وإستراتيجيا واجتماعيا ممزوجاً بعوامل نفسية كي نعرف خفايا ما يدور على مساحة الكويت الجغرافية الصغيرة جدا والتي لا تتجاوز مساحة ولاية نيويورك الأميركية!
مسبار يعلمنا كيف هي الحال عندنا في الكويت بعد أن غرد السعدون مستذكرا تغريدة الوزير الشهاب في عالم «تويتر» والتي ذكر فيها الوزير: «حين نترقب الحكومة مهما كان تشكيلها ودورها فإنها قد تكون جزءاً من مسرحية يديرها البعض أو محرقة للبعض الآخر رغم إخلاص البعض منهم»… ويا كثر المسرحيات يا أبا عبدالعزيز وكم ذكرناك ببعضها لكن الله المستعان!
مسبار يحل لغز شراء السلاح الذي تحدث عنه النائب د. وليد الطبطبائي إضافة إلى ما ذكره النائب السلطان وما تطرق له الطريجي، ويوضح لنا ما يقصده النائب الحربش في الحشد الذي سيقلب الطاولة على السلطة!
من يتابع تصريحات النواب والناشطين السياسيين يتولد له اليقين بأن هناك من يرغب في استمرار حال الخصام بين المجاميع السياسية لدرجة ان بعض ما يطرح تجاوز حد المقبول، ومن الطبيعي أن يظل الحال على ما هو عليه ما دمنا لا نشاهد وقفة من «رجل رشيد»!
والسؤال الذي نود طرحه هنا : هل يوجد رجل رشيد؟ وهل بالفعل إن الحكومة الخفية مازالت قائمة؟
من وجهة نظري لا يوجد رجل رشيد… في السياسة استراتيجية «اللي تكسب به إلعب به» هي الدارجة ولن تعيننا على الخروج من حالة الاحتقان… والحكومة الخفية حسب التداعيات موجودة وقائمة والدليل الأحداث الأخيرة!
إذاً، نحن بحاجة إلى المسبار الكويتي الذي مازالت فكرته قيد البلورة وإن لم يتم استغلاله لاكتشاف سبب التدهور الاجتماعي، السياسي، الاقتصادي، الأمني والخدماتي فسنجد «الغربلة» و«الفوضى السياسية» مستمرة!
نحن لا نريد من المسبار الكويتي كشف درجة الحرارة، فالحرارة تجاوزت حد الـ 50 درجة مئوية بكثير على المستوى المحلي حسب المشاهدات التي لا تحتاج إلى مسبار بل إلى عقل رشيد!
العقدة الكويتية خدمت البعض وجعلت الساحة الكويتية مرتعا خصبا لضعاف النفوس ممن تهدف أفكارهم إلى قلب المفاهيم الاجتماعية وتعقيد الحالة السياسية!
العقدة الكويتية تركتنا نصارع أعراض المحسوبية، و«التيه السياسي»، والعقم القيادي… ونخشى أن نصل إلى مرحلة يولى فيها أمر الاستشارة إلى فاقدي الرشد وتضيع «الطاسة»!
وعليه… ننصح من يبحث عن المسبار الكويتي أن يبدأ في رصد تصريحات النواب الأخيرة ومعاينة توجهات البعض وتغيير طاقم المستشارين أولا قبل البدء في البحث عن مخرج… والله المستعان! terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق